المحاضرة الثالثة : أسباب الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة
1830.
خطة الدرس :
أ-
النوايا الفرنسية لاحتلال الجزائر منذ القرن الثالث عشر
ب-
خلفيات الاحتلال ( الدينية و السياسية ، الاقتصادية و العسكرية ) مع
الاشارة إلى قضية تواطؤ اليهود مع فرنسا في تسريع احتلال الجزائر .
ت-
أسباب الاستعمار الفرنسي للجزائر المباشرة .
أ-
النوايا الفرنسية لاحتلال الجزائر:
ظاهريا تعتبر حادثة المروحة بين الداي حسين و القنصل
الفرنسي بالجزائر دوفال يوم 29 أفريل 1827 السبب المباشر الذي أدى بفرنسا لاحتلال
الجزائر بهدف تأديب الداي ، لكن إذا تعمقنا في الأحداث التاريخية التي سبقت
الاحتلال لوجدنا أن فرنسا كانت تخطط لاحتلال الجزائر و الاستيلاء عليها منذ قرون
عديدة .
و هي الحقيقة
التي صرح بها بعض المؤرخين الفرنسيين ، أمثال " اجرون "
الذي قال " إن الفكرة التي أثيرت
دوما طيلة القرون العديد و الرامية الى غزو الجزائر قد تجددت سنة 1827 " و
يؤكد على قوله المؤرخ الفرنسي " اوغستين برنار " في كتابه ( الجزائر) "
إن احتلال الجزائر هو ثمرة قرون من جهود متواصلة باستمرارية جديرة بالتقدير ."
و الحقائق
التاريخية تثبت أن النوايا العدوانية الفرنسية ضد الجزائر كانت منذ الثلث الأخير
من القرن الثالث عشر الميلادي ، عندما كان يفكر ملك فرنسا لويس التاسع في غزو و
احتلال بلدان المغرب ، فقام بحملة صليبية على تونس سنة 1270 ، بعد حملة سابقة كان
قد شنها في المنصورة بمصر سنة 1249 ، و تقول كثير من المراجع أنه كان يقصد الجزائر
بالذات ، غير أن شارل التاسع مات دون تحقيق حلمه سنة 1270.
و من جهته
أضمر ملك فرنسا شارل التاسع نية غزو
الجزائر و تعيين أخيه دوق دانجو ( le duc d’Anjou ) ملكا على الجزائر ، و ذلك بعد
المعركة البحرية التي هزم فيها الأسطول العثماني يوم 9 أكتوبر 1571 ، و ألحقت
أضرارا كبيرة بالأسطول الجزائري ، و بالتالي بدا لشارل التاسع أن الفرصة مواتية ،
نظرا لضعف الاسطول الجزائري ( و لو كان ضعفا مؤقتا ) ، فراوده الأمل شهر ماي 1572
في أن يتوج أخاه ملكا على الجزائر .
و يذكر بعض المؤرخين أن شارل التاسع اقترح للسلطان العثماني سليم الثاني بتعيين أخيه ملكا على الجزائر مقابل دفع جزية سنوية للسلطان ، فكان جواب
السلطان السخرية منه و من اقتراحه الساذج.
و في عهد
لويس الخامس عشر راودت فرنسا فكرة
احتلالها للجزائر مرة أخرى ، حيث تمت دراسة كيفية تنفيذ خطة وضعها لوفور ( Lefort ) سنة 1763 ، تحت عنوان "
مذكرة لتخريب الجزائر " . و كذلك في عهد لويس السادس عشر تمت دراسة خطة لغزو
الجزائر ، أعدها القنصل الفرنسي العام بالجزائر " دو كيرسي " ( De Kercy ) سنة 1782 ، و في عام 1785 تم مرة أخرى إعداد خطة
لغزو الجزائر .
و في عام
1792 ( السنة التي تم فيها الاعلان عن قيام الجمهورية الفرنسية الأولى ) كانت
فرنسا تخطط لاحتلال الجزائر و الاستيلاء عليها ، و هي ذات السنة التي تم فيها
تحرير وهران و المرسى الكبير نهائيا من الوجود الاسباني ، و بالتالي كانت هناك
رغبة قوية للتجار الفرنسيين و القيادة السياسية بتلك البلاد أن تحل فرنسا محل
اسبانيا في شمال افريقيا و تسيطر على هذه المنطقة الغنية بالثورات الطبيعية ، و
بصفتها موقعا استراتيجيا هاما من الناحية العسكرية ، حيث كان الجيش الفرنسي يسعى
باستمرار لتقوية أسطوله و إنهاء السيطرة الانجليزية على حوض البحر الأبيض المتوسط
.
و في عهد
نابيلون بونبارت تجددت نوايا فرنسا في احتلال الجزائر ، حيث كان نابليون يحلم بجعل
البحر الأبيض المتوسط بحيرة فرنسية ، لذلك
كان يخطط لحملة كبيرة ضد دول المغرب العربي الأربع و إقامة مستعمرات عسكرية فرنسية
هناك ، و إضافة المنطقة إلى أجزاء امبراطوريته في البحر المتوسط ، و لتحقيق ذلك
طلب من الفرنسيين الذين كانوا أسرى في الجزائر أو الذين عاشوا فيها ، معلومات عنها
و عن سكانها و تحصيناتها .
و في سنة 1802
تمت دراسة الخطة التي وضعها القنصل الفرنسي العام " سانت أندري " ( Jean
Bon Saint-André ) . و بناء على ذلك أوصى هذا القنصل بضرب الجزائر ضربة قوية و
سريعة و إنهاء الحرب في ثمانية أيام . و اقترح فرنسي آخر بنزول حملة فرنسية قرب
تنس و الهجوم على مدينة الجزائر برا .
و في يوم
18 أفريل 1808 عاد نابليون إلى مشروع الحملة ضد الجزائر ، حيث كتب رسالة سرية إلى
وزيره للبحرية " ديكريس" ( Decrès ) يقول له فيها " فكروا في
إعداد غزوة إلى الجزائر ، و ذلك على كلا المستويين : البحري و البري . "
كما أمره
بجمع المعلومات الضرورية عن وسائل التمويل و طبيعة الأرض ، و مكان و زمان الحملة ،
و اقترح التمويه على العدو لكي يظن أن الحملة موجهة إلى صقلية . و طلب أن لا يزيد
الجيش عن 20 ألف رجل ، و أمر أن تأتيه المعلومات في ظرف شهر .
و في سياق
آخر طلب نابليون من ذات الوزير إرسال أحد جنوده سرا إلى الجزائر ليتجسس و يعود
بتقرير مفصل و خطة واضحة ، فوقع الاختيار على الضابط " بوتان " ( Y .Boutin ) الذي تلقى تعليمات صارمة مفادها " إياك أن
تحكي قصصا عند العودة ، و تطلق العنان لخيالك ، بل عليك أن تسجل أدنى جزئية في
حينها ، و أن تقدم تقريرا كتابيا ."
و في ذات السياق قال بونبارت لبوتان " أريد تفاصيل دقيقة بحيث لا
تشتمل على : لكن ، إذا ، لأن "
و فعلا ، فقد
أقام بوتان في الجزائر من 24 ماي إلى 17 جويلية 1808 ، و هو متقنع بحيث لا يتعرف
عليه ، و ظل هناك متجسسا على الحصون دارسا خطة النزول بدقة متنقلا من برج البحري
شرقا إلى سيدي فرج غربا . و لقد وفر له القنصل العام في الجزائر كل التسهيلات و
المساعدات ، و لم يكتف عند العودة بالتقرير الكتابي ، بل دعمه بخرائط .
و قد ضمن
تقريره معلومات دقيقة عن تحصينات الجزائر و طبيعة أرضها ، و عدد قواتها ، و زمن
الحملة المقترحة و المدة التي تستغرقها و عدد الجيش الضروري ، كما أظهر الأخطار
التي تتعرض لها الحملة من البحر و نصح بدلا من ذلك أن تكون الحملة برية ، و
بالاستيلاء على قلعة مولاي حسن لأنها تشرف على المدينة ، و اقترح أن يكون مكان
نزول الحملة هو سيدي فرج لخلوه من المدافع و الجنود. الجدير بالذكر أن تقرير بوتان عام 1808 كان الأساس لحملة غزو
الجزائر سنة 1830.
و لكن
نابليون تخلى عن مشروع الحملة لانشغاله بالحرب في اسبانيا و بحملة روسيا و ضعف
الاسطول الفرنسي ثم سقوطه. بالإضافة إلى الاضطرابات الطارئة في أوروبا و في فرنسا
نفسها ، كلها ظروف حالت دون تحقيق مشروعه .
يذكر أن
نابليون أراد أن يجعل من قرار غزوه للجزائر دوليا يشرك فيه كل من انجلترا و روسيا
و النمسا ، غير أن انجلترا رفضت و القيصر الروسي الكسندر الاول وافق لكن لم تكن له
نية ارسال جنوده إلى الجزائر .
و آخر
النوايا العدوانية لفرنسا في غزو الجزائر كانت في عهد شارل العاشر الذي حقق حلم من
سبقوه في حكم فرنسا و نفذ الخطة التي وضعها بوتان في عهد نابليون بونبارت .
حيث كانت
له نية مبيتة و خطة مدبرة بتنفيذ محكم قام على ثلاثة عناصر متوازية و هي : عزم
مستمر و اعداد متواصل و استفزاز الداي حسين ، و عليه أحكمت فرنسا خطة غزوها
للجزائر بعد أن تأكدت من التفاوت الحضاري و التقني بين البلدين ، و رجح لديها
احتمال انتصارها ، فأخذت تبحث عن سبب إعلان حرب ، فأمرت قنصلها العام في الجزائر
" دوفال " ( Duval ) بأن يستفز الداي بطريقة ما حتى يقوم بتصرف
تتخذه هي ذريعة لإعلان الحرب على الجزائر .
و كانت هذه
المهمة سهلة بالنسبة الى دوفال ، الذي لم تجب حكومته على رسائل الداي حسين التي
يطالبها فيها بتسديد الديون التي عليها للجزائر ، فأمرته بأن يجيب الداي شفويا بأن
طلبه تستحيل الاستجابة له. و يذكر بعض
المؤرخين أن رد القنصل كان وقحا ، إذ وضع يده على مقبض سيفه متحديا ، قائلا للداي
" إن حكومتي لا تتنازل لإجابة رجل مثلكم ." و تمادى القنصل في استفزازه
و سوء أدبه ...
و هو ما
حدث بالفعل في 30 أفريل 1827 ، حيث جاء دوفال لتهنئة داي الجزائر بعيد الفطر ، و
كان سؤال الداي ، و كان الجواب المذكور ، و كانت الضربة بالمروحة الشهيرة .
ب-
خلفيات الاحتلال ( الأسباب غير المباشرة ) :
1-
الخلفيات السياسية :
·
رغبة شارل العاشر في إيجاد تعاون وثيق مع روسيا في حوض البحر الابيض
المتوسط حتى يتغلب على الهيمنة البريطانية في هذا البحر ، و التمركز في ميناء
الجزائر الذي كان يعتبر في نظر الملك تابعا للإمبراطورية العثمانية.
·
تأزم الأوضاع السياسية الداخلية في فرنسا بعد تولي شارل العاشر الحكم في
سنة 1824 ، حيث بدأ الصراع الداخلي بين الأسرة الملكية التي صممت على معاقبة الأفراد الذين تعاملوا مع
الحكم الثوري الذي وضع حدا لامتيازاتها و بين المعارضة من الجيل الثوري الجديد
التي خلقت مصاعب داخلية للملك الفرنسي ، و
هكذا وجد شارل العاشر نفسه وجها لوجه مع أعضاء البرلمان الجديد الثائرون على
الأسرة الملكية ، و رأى أن الحل الوحيد للتغلب على الأزمة هو ترضية ثلاثة أطراف :
أولا : رجال الجيش بتشجيعهم على تحقيق انتصار عسكري يعيد لهم الثقة و الهيبة
الاجتماعية التي فقدوها بعد انهزامهم في أوروبا عام 1815 ، ثانيا : التجار : بخلق
تحالف مع التجار الذين جردتهم الثورة من مكانتهم الاجتماعية المرموقة في المجتمع و
الامبراطورية قضت على أرباحهم الهائلة غداة انهزام نابليون و إعادة السيطرة
البريطانية على التجارة في العالم. ثالثا : المعارضة : بإسكاتها من خلال إحراز
انتصار باهر على داي الجزائر. و تحقيق
انتصار سياسي على المعارضة الليبرالية.
·
سعي حكومة شارل العاشر إلى إلهاء الرأي العام الفرنسي عن مشاكل فرنسا
الداخلية بقضية خارجية .
·
تشجيع الدول الكبرى مثل بريطانيا و النمسا شارل العاشر على القيام بغارة
على الجزائر ، بحيث يحافظ على عرشه و يبقى في الحكم لمدة أطول ،نظرا لأن مصالح هذه
الدول كانت في إبعاد فرنسا من أوروبا و تشجيعها على الاهتمام بمناطق أخرى غير
أوروبا.
·
اعتبار حكومة الرياس في الجزائر تابعة للإمبراطورية العثمانية التي بدأت
تنهار ، و الدول الأوروبية تتهيأ للاستيلاء على الأراضي التابعة لها .
·
تطلع فرنسا إلى التعويض عما فقدته من مستعمرات و مراكز في أمريكا الشمالية
و الهند و غرب افريقيا ( السنغال) عقب حرب السنوات السبع ( 1756-1763) ضد بريطانيا
، و كذلك بعض الأراضي في أوروبا بعد حروب نابليون.
2-
الخلفيات العسكرية :
·
انهزام الجيش الفرنسي في أوروبا و فشله في احتلال مصر و الانسحاب منها تحت
ضربات القوات الانجليزية في سنة 1801 ، و انهزامه مرة أخرى مع نابليون في معركة
واترلو 1815 و تحالف الدول الكبرى ضد الجيش الفرنسي في أوروبا ، جعل الملك شارل
العاشر يفكر في اشغال الجيش بمسائل حيوية و المتمثلة في التوسع في افريقيا باحتلال
الجزائر ، و بالتالي يتخلص الملك من
إمكانية قيام الجيش بانقلاب ضده في فرنسا ، و بالفعل فإن الجيش الفرنسي قد انشغل
باحتلال الجزائر و أقام سلطة عسكرية متينة بهذا البلد إلى غاية 1954.
3-
الخلفيات الاقتصادية :
إن الجوانب الاقتصادية قد لعبت دورا قويا في إقدام فرنسا
على احتلال الجزائر ، و يظهر هذا بوضوح في الدراسة التي نشرها السيد تاليران في
شهر جويلية من عام 1797 و التي عنوانها " محاولة حول الامتيازات التي يمكن
الحصول عليها من جراء إنشاء مستعمرات جديدة في الظروف الحالية ." و عليه يمكن
أن نلخص خلفيات فرنسا الاقتصادية في احتلالها لجزائر فيمايلي:
·
اعتقاد فرنسا أنها ستحصل على غنيمة تقدر ب 150 مليون فرنك توجد بخزينة
الداي.
·
تطلع فرنسا إلى ثروات الجزائر الزراعية و المعدنية و أسواقها التجارية ،
خاصة بعد انطلاق ثورتها الصناعية عام 1825 ، و هي الحقيقة التي أقر بها وزير الحرب
الفرنسي " كليرمون تونير " ( Clermont
Tonnerre ) في تقريره الذي ارسله الى شارل العاشر في سبتمبر 1827 ، حيث
يقول " ...توجد مراسي عديدة على السواحل الجزائرية الطويلة التي يعتبر
الاستيلاء عليها مفيدا لفرنسا ، و تحوي أراضي الجزائر مناجم غنية بالحديد و الرصاص
، و تزخر بكميات هائلة من الملح و البارود ، كما توجد في سواحلها ملاحات غنية
..."
يذكر أن فرنسا منذ بدأ علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر
و هي تستفيد من خيرات البلاد الاقتصادية ، حيث كانت قد نجحت فيما مضى بفضل علاقتها
الودية مع الدولة العثمانية في تأسيس أول شركة فرنسية للاستثمار المرجان "
شركة لانش " في عام 1561 ، شريطة عدم تسليح المركز بالسواحل. كما عملت فرنسا
قبل غيرها على انشاء مؤسسات تجارية لها بالجزائر و تطلع بعض مواطنيها من تجار
مدينة مرسيليا إلى إقامة مراكز لهم على ساحل الجزائر لصيد و لتموين مراكبهم
التجارية .
·
التخلص من تسديد ديونها المتبقية للجزائر ، و تتلخص قضية الديون في العلاقة المشبوهة التي
كانت تربط اليهودين بكري و بوشناق بالقنصل دوفال ، فكان اليهوديان يقومان بتسديد
ما اشترته فرنسا من الحكومة الجزائرية نيابة عنها ، بعدما كانت فرنسا من قبل تشتري
ما تحتاجه مباشرة من موانئ الجزائر ، و عندما طالب الداي حسين بثمن القمح اتفق
دوفال مع التاجرين اليهوديين على توقيف الدين .
و بناءا على ذلك فإن مسؤولية مشكل تعقد الديون و تمثيل
مشهد حادثة المروحة تقع على القنصل الفرنسي دوفال و على اليهوديين .
4-
الخلفيات الدينية :
·
إن الصراع الذي كان قائما بين الدول المسيحية الأوروبية و الدولة العثمانية
الاسلامية قد انعكس على الجزائر ، خاصة بعد التعاون الوثيق بين الدولتين لحماية
المسلمين و الدفاع عن الاسلام ، الأمر الذي دفع بالدول المسيحية في أوروبا أن
تتعاون فيما بينها لضرب المسلمين في الجزائر و في اسطنبول .
و قد تجسدت النزعة الصليبية و التضامن المسيحي ضد
الجزائر و الخلافة العثمانية و ولايتها الإسلامية ، في مؤتمري فيينا و اكس لاشبيل
أين اجتمعت فيهما الدول المسيحية و قررت القضاء على دار الجهاد ( الجزائر ) ،
مدعية أن الجزائر تلجأ إلى محاربة المسيحيين في كل مكان.
·
إحياء المسيحية في افريقيا بتنصير الجزائر ، و هي الحقيقة التي أثبتتها
تصريحات و تقارير قادة فرنسا السياسيين و الدينيين عشية الغزو ، و من ذلك ما قاله
وزير الحرب كليرمون تونير في تقرير إلى الحكومة يوم 14 أكتوبر 1827 " يمكننا
في المستقبل أن نكون سعداء و نحن نمدن الجزائريين ، أن نجعلهم مسيحيين ، لنحقق
بذلك نصرا يبدو أن العناية الإلهية تعده لنا." كما نجد في هذا السياق تصريح
الملك شارل العاشر يوم 2 مارس 1830 بقوله " ...إن العمل الذي سأقوم به ترضية
للشرف الفرنسي ، سيكون بمساعدة العلي القدير لفائدة المسيحية كلها." و غيرها من التصريحات التي تؤكد الخلفية
الدينية لاحتلال فرنسا للجزائر.
5-
الخلفيات الاجتماعية :
·
تزايد أعداد سكان فرنسا بفضل تحسن ظروف الصحة و الحياة ، إذ بلغوا 33
مليونا عام 1830 ، و البحث عن مجال لإسكان بعضهم .
ت-
الأسباب المباشرة :
كتبت جريدة مونيتور ( Moniteur ) الفرنسية تبرر اقدام فرنسا على احتلال الجزائر
، و تذكر أن فرنسا قد أقدمت على ضرب الحصار على الجزائر نظرا للأسباب التالية :
1-
أن الداي حسين قد سمح لصيادي المرجان من كل الأجناس بالصيد على الساحل
الجزائري ، و بذلك إنهاء الاحتكار الفرنسي لهذا النشاط سنة 1826 ، و في ذلك مساس
بكرامة فرنسا.
2-
أن الداي حسين قد أقدم على تفتيش المؤسسات التجارية العاملة في الشرق
الجزائري.
3-
أن الداي حسين أجاب بالرفض للوفد الذي ذهب إليه باسم مؤتمر إكس لاشبال.
4-
ان الداي حسين لم يعاقب الذين هاجموا السفينة الفرنسية .
5-
أن الداي حسين قد فتح التجارة حرة أمام أوروبا بأكملها.
6-
أن الداي حسين منع المؤسسات الفرنسية في القالة من أن تقيم المدافع على
الحصن لحماية نفسها من هجومات الجزائريين.
7-
ان الداي حسين قد وجه برقية شديدة اللهجة فيها احتجاجا على الحكومة
الفرنسية التي لم تسدد الديون المترتبة عليها.
8-
اهانة شرف فرنسا بضرب الداي القنصل الفرنسي بمروحته و رفض الاعتذار له.
و بناء على
ما تقدم من خلال استعراضنا للمشاريع الفرنسية لاحتلال الجزائر و الخلفيات السياسية
و الاقتصادية و العسكرية لغزو هذا البلد نستشف أن حادثة المروحة ما هي إلا ذريعة
افتعلتها فرنسا لتبرر احتلالها للجزائر ، و خير دليل على ذلك ما صرح به رجل الدولة
النمسوي ميتيرنيخ ( Metternich ) قائلا " لا يلقى هكذا
بمئات الملايين ، و لا يرسل هكذا مثل هذا الجيش المرمرم عبر البحر ، من أجل ضربة
بمروحة ."
المراجع
المعتمدة في المحاضرة الثالثة :
1-
عمار بوحوش ، التاريخ
السياسي للجزائر من البداية و لغاية 1962 ، ط 1 ، بيروت ، دار العرب الاسلامي
، 1997
2-
عمار عمورة ، موجز
في تاريخ الجزائر ، ط 1 ، الجزائر ، دار ريحانة ، 2002
3-
صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر ( من عهد الفينقيين إلى خروج
الفرنسيين 814 ق.م – 1962 م ) ، (ب.ط) ، دار العلوم للنشر و التوزيع ، (
ب.س.ط)
4-
الكتاب المدرسي ، ج 1 ، السنة الثالثة ثانوي
5-
مولود قاسم نايت بلقاسم ، شخصية الجزائر الدولية و هيبتها العالمية قبل
1830 ، ط 2 ، الجزء الثاني ، الجزائر ، شركة دار الأمة ، 2007.
6-
محمد العربي
الزبيري ، محاضرات في مقياس تاريخ الجزائر من القرن 16 إلى يومنا هذا ، ألقيت
على طلبة السنة الثانية اعلام بجامعة الجزائر 03 ، السنة الجامعية :2001-2002 .
7-
أبو القاسم سعد الله ، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث ( بداية
الاحتلال) ، ط 3 ، الجزائر ، الشركة الوطنية لنشر و التوزيع ، 1982
8-
بشير بلاح ، تاريخ الجزائر المعاصر ( 1830-1989 ) ، ج 1 ، الجزائر ،
دار المعرفة ، ( ب.س .ط )
9-
صالح فركوس ، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر ( 1830-1925)
، ( ب . ط ) ، الجزائر ، مديرية النشر لجامعة 08 ماي 1945 قالمة ، 2010
ماهو مصدر الاسباب المباشرة التي ذكرتيها ؟ممكن رد جزاك الله خيرا .
ردحذفمن وثيقة بولينياك
حذفأنا إعلامي جزائري
ردحذفبصح انا خصني اسباب غير مباشر
ردحذفThis is how my associate Wesley Virgin's autobiography starts in this SHOCKING and controversial VIDEO.
ردحذفYou see, Wesley was in the army-and soon after leaving-he unveiled hidden, "self mind control" tactics that the government and others used to get whatever they want.
These are the same methods tons of celebrities (especially those who "became famous out of nothing") and the greatest business people used to become rich and famous.
You probably know that you utilize only 10% of your brain.
Mostly, that's because most of your brain's power is UNCONSCIOUS.
Perhaps this thought has even taken place INSIDE your very own mind... as it did in my good friend Wesley Virgin's mind 7 years ago, while riding an unlicensed, beat-up trash bucket of a vehicle without a license and $3 on his debit card.
"I'm very fed up with living paycheck to paycheck! When will I become successful?"
You've taken part in those types of questions, isn't it so?
Your own success story is waiting to start. You need to start believing in YOURSELF.
CLICK HERE To Find Out How To Become A MILLIONAIRE
اريد أسباب غير مباشرة 😢😢
ردحذفأريد الاسباب😭🤬
ردحذف1_ الموقع الجغرافي المهم
حذف2_وفرة خيراته اوضاع تتعلق بوضع فرنسا الداخلي
3_حادثة المروحة
لعنة الله على فرنسا و من ولاها
ردحذفعايزه مصدر المقال دا
ردحذفشكرا عل الاجابة
ردحذفماهذا
ردحذفاريد الاسباب المباشرة بليز
ردحذف