السبت، 19 ديسمبر 2015

اقتصاديات الصحافة الالكترونية



جامعة الجزائر 03
كلية علوم الإعلام و الاتصال
قسم الاتصال
محاضرات في مقياس اقتصاديات وسائل الإعلام
السنة الثانية (ل.م.د)
السنة الجامعية:2015-2016
الأستاذة : الدكتورة بوزيفي وهيبة
المحاضرة السادسة :  اقتصاديات الصحافة الالكترونية 
خطة الدرس:
1-  تعريف الصحافة الالكترونية و أنواعها
2-  عوامل ظهورها و تأثيرها على اقتصاديات الصحافة المكتوبة
3-  الخصائص الاقتصادية للصحافة الالكترونية
4-  الاستثمارات الأولية لإنشاء صحيفة الكترونية ( التكاليف )
5-  النماذج الاقتصادية الممولة للصحافة الالكترونية
6-  الصعوبات التي يواجهها تطور الصحافة الالكترونية
1-  تعريف الصحافة الالكترونية و أنواعها
        مع ظهور الانترنت بدأت الصحف تتحول بخطوات متفاوتة السرعة نحو الاصدار الالكتروني و يعد التحول الالكتروني في الاصدار الصحفي ثورة بالمعنى المتكامل ، فإذا كان مصطلح ثورة يعني التحول من حالة إلى أخرى ، فإن الصحيفة تشهد هذه الوضعية بالضبط في الوقت الحاضر ، حيث بدأت الصحيفة تتحول من منتج مطبوع إلى منتج يتم استقباله على الشاشة.
       و عليه أصبحت غالبية المؤسسات الصحفية على الصعيدين العالمي و العربي ، تمتلك مواقع إلكترونية لمطبوعاتها الورقية ، لكن الجديد هو ظهور نوع جديد من الصحف غير التقليدية ، و هو ما عُرف بـ"الصحف الإلكترونية "، و التي يقتصر إصدارها على النسخة الإلكترونية دون المطبوعة.
        و تعرف الصحافة الإلكترونية بأنها " الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت، وتكون على شكل جرائد مطبوعة على شاشات الحاسبات الإلكترونية ، تغطي صفحات الجريدة ، تشمل المتن و الصور ، و الرسوم والصوت ، و الصورة المتحركة . "
      تنقسم الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى نوعيين رئيسين؛ هما:  
أ‌-                   الصحف الإلكترونية الكاملة (on – line newspaper ) ، و هي صحف قائمة بذاتها و إن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية (الصحيفة الأم)
ب‌-             النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية:  و هي مواقع الصحف الورقية النصيَّة على الشبكة ، والتي تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية ، و خدمة تقديم الإعلانات لها ، و الربط بالمواقع الأخرى.
2-  عوامل ظهورها :
- الارتفاع المدهش في قدرات الإعلام الآلي لطاقات الكمبيوتر على تخزين و معالجة المعطيات.
- التقدم في مجال ترقيم المعطيات فكل معلومة مشفرة في شكل رقمي ، مما منحها لغة عالمية ، حيث يمكن نقل و تبادل المعطيات رقمية من نقطة إلى أخرى من العالم بدون النظر إلى اللغة الأصلية التي كتبت بها.
 - تطور تقنية ضغط المعلومات و إزالة ضغطها والتي تمكن من إرسال المعلومات بسهولة ، بدل تخصيص مساحات كبيرة تعرقل من عملية إرساله.
- ظهور القارئ الرقمي الذي أصبح يفضل الاطلاع على الأخبار و المعلومات في المواقع الالكترونية ، لما تتمتع به من خصائص فنية كأن يتم تحديثها باستمرار ، و توفرها على كم هائل من المعلومات و يتم اقتناؤها بطرق تفاعلية مختلفة.
- التخلص من التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية و التنظيمية ، بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً ، حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بكل سهولة.
- مواجهة الصحف المكتوبة على المستوى العالمي صعوبة كبيرة ، بسبب غلاء مادة الورق و الطباعة و قلة المادة الإعلانية التي فضلت التلفزيون و الانترنت.
- حماية البيئة من الكميات الهائلة من الصحف المقروءة المطبوعة بالأحبار السامة ، و من ضجيج مطابعها و فضلات صناعتها.

و حسب الباحث رضا عبد الواجد أمين فإن بدأ تواجد الصحف على شبكة الانترنت راجع إلى الأسباب التالية :
- الانخفاض المستمر في معدلات قراءة الصحف المطبوعة.
- زيادة تكلفة الانتاج و التوزيع .
- انخفاض عائدات الاعلان بعد تحول المعلنين إلى وسائل إعلان أخرى.
أما عن أسباب ظهور الصحف الالكترونية العربية على شبكة الانترنت فيمكن حصرها فيمايلي :
-         جذب جيل جديد يتواصل مع النسخة الورقية .
-         الانتشار الأوسع للنسخة المطبوعة .
-         تغطية نقص النسخ المطبوعة في بعض مناطق التوزيع في الداخل و الخارج .
-         مواكبة تقنيات النشر الالكتروني .
-         تحقيق عوائد مادية من الاعلانات الالكترونية .
·        تأثير الصحافة الإلكترونية على اقتصاديات الصحافة المكتوبة :
      يرى بعض الباحثون أن انتشار الصحافة الإلكترونية سيحدث انقلابا في التوازنات الاقتصادية التي بنت عليها الصحافة المكتوبة ، و يكمن تأثير الصحافة الإلكترونية على اقتصاديات الصحافة المكتوبة في المظاهر التالية :
أ‌-     تراجع نسبة المقروئية للصحف المكتوبة : أكدت بعض الدراسات أن  الوقت المخصص لمطالعة الصحافةالمكتوبة يتقلص ، حيث تظهر احصائيات هيئات قياس السمعة بفرنسا (Médiamétrie ) على سبيل المثال ، أن أكثر من نصف السكان البالغين 11 سنة فأكثر ، أي أكثر من 27 مليون فرنسي ، ولجوا شبكة الانترنت خلال شهر سبتمبر من سنة 2006 ، و يقدر معدل الوقت الذي قضاه هؤلاء على شبكة الانترنت بحوالي 24 ساعة شهريا ، و هو ما يعادل أربع مرات تقريبا من استخدام الانترنت خلال سنة   2002.
و في الولايات المتحدة و بحسب تحقيق أجراه مركز Pew Research Center ، فإن نسبة الأشخاص المستجوبين الذين تصفحوا جريدة عشية إجراء التحقيق ، انتقل من 49  % سنة 1994  إلى 40 % سنة  2006 ، و في نفس الوقت ، ارتفعت حصة المستجوبين الذين دخلوا الشبكة الدولية انترنت عشية هذا التحقيق من 4 % إلى 53   %.
    و حسب دراسة أعدها ذات المركز ، في الولايات المتحدة فإن حصة الأشخاص البالغة أعماهم بين18-29 سنة
الذين طالعوا جريدة عشية إجراء التحقيق ، لم يتجاوز 24 % سنة 2006 ، و هذا مقابل 47 % بالنسبة للبالغة أعمارهم 50-64 سنة و 58  %لأكثر من 65 سنة.  
   و على سبيل المثال بلغ عدد مشتركي النسخة الرقمية للصحيفة الأمريكية " نيويورك تايمز " 799 الفا، أي بزيادة 39 الفا حتى نهاية 2013 ، ليرتفع في الربع الأخير من عام 2014 بنسبة 20% تقريبا إلى 910 ألف مشترك بزيادة قدرها 150 ألف مشترك عن الفترة نفسها من العام السابق ، و في المقابل، يستمر عدد مشتركي النسخة الورقية في التراجع .
    و نفس الشيء حدث بفرنسا ، حيث تم تسجيل نفس التوجهات التي أظهرت انخراطا كبيرا للبالغين من العمر بين  11 و 25 سنة في   مجموع وسائل الإعلام الرقمية الجديدة ) الانترنت ، الهاتف المحمول...( ، و على العكس من ذلك تم تسجيل نفور ما تجاه الصحافة المكتوبة .
     بينما في بلدان الاتحاد الأوربي ، أظهرت دراسة تعود إلى سنة 2003 ، أن شبكة الانترنت تمثل حوالي 10 % من الاستهلاك الساعي الإجمالي لوسائل الإعلام من قبل الأوربيين ، و هذا مقابل 13  %  للجرائد و 8 % للمجلات . و هكذا كان الأوربيون يخصصون عمليا نفس ساعات قراءة الجريدة للتجوال عبر الانترنت .
   و عندما نطالع بعض الدراسات المتعلقة  " بوفاء القراء"  للعناوين الصحفية ، أبدا بعض مسؤولي الصحافة شكوكهم ، حيث كشفوا بأن القراء الذين يقتنون جريدتهم يوميا ، أصبحوا نادرين أكثر فأكثر ، و في المعدل العام يقتني مستهلك منتظم نسختين لجريدة ما خلال الأسبوع .
  مع العلم أن عدد قراء الصحف الورقية في العالم بلغ في 2013  نحو 1.7 مليار شخص ، و لكن في مقابل أحصى الموقع الاكتروني العالمي لاحصائيات الانترنت أكثر من 3 مليار من البشر (  3,345,832,772 )  يستخدمون الانترنت و صحافتها الالكترونية ، و ذلك في شهر نوفمبر 2015 . و من ثم أصبحت الصحف الإلكترونية بديلا لكثير من القراء عن الصحف الورقية .  
ب‌- تراجع في المبيعات : كان للصحافة الالكترونية على أثر على اقتصاديات الصحافة المكتوبة و ذلك على حجم التوزيع ( تراجع توزيع الصحف المكتوبة ) ، باعتبار أن نسبة المقروئية انخفضت على حساب الصحافة الالكترونية ، و يمكن تخفيفه من خلال تبني استراتيجيات للزيادة في سعر البيع ، علما أن مداخيل الصحف من سوق المبيعات  ليس بنفس الحجم من جريدة إلى أخرى .
و في هذا الصدد أشارت دراسة أعدتها مجموعة رستون Reston أن قراءة النسخة الالكترونية سيؤثر على مبيعات الصحيفة المطبوعة نفسها ، و حسب ذات الدراسة فإنه لتعويض ذلك فإن تلك المواقع تقوم بالتوسع في نشر الاعلانات لأكبر قدر ممكن من الزوار اليوميين .
   يجدر بالذكر أن مشكل تراجع توزيع الصحف المكتوبة لا يرجع فقط الى ظهور الصحافة الالكترونية بل ظهر مشكل التوزيع قبل ذلك .
ت‌- تراجع المداخيل الاشهارية من الصحافة المكتوبة على حساب مداخيل الاعلان الإكتروني :
تمثل المداخيل الاشهارية في الصحافة المكتوبة مصدر تمويلها الأول ، غير أن تطور مداخيلها الاشهارية بدأت في التراجع بمقدار 4% في النصف الأول لعام 2012 ، نظرا لانخفاض مقروئيتها و كذلك  حجم توزيعها ، و بالتالي اتجاه المعلن الى الوسيلة الاعلامية التي تسمح له بتسويق منتجاته إلى جمهور عريض ، أصبح يتمثل في الملايين من المتصفحين لمختلف مواقع الصحف الالكترونية .
        و بما أن الصحافة الالكترونية لا تخضع للضغوط المادية المرتبطة بالطباعة و دورية الصدور ، تسمح الانترنت للمعلنين و المهتمين بشأن الإشهار من التعديل السريع و السهل لحملتهم الإشهارية حسب الأثر المرغوب فيه .و يمكن قياس الفعالية الإشهارية في الحين عبر معدلات اللمس على الشريط الإشهاري الكائن بموقع معين ، أو عدد اللمسات على رابط في محرك ما للبحث .
    و في هذا الصدد تشير بعض الإحصائيات أن إيرادات الإعلانات على شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة وصلت إلى 9.3 مليار دولار أمريكي في الربع الثالث لعام 2012، مما يجعل هذا الريع هو الأكبر على الاطلاق في تاريخ هذه الصناعة. وتأتي هذه الايرادات مرتفعة بمقدار 18% عن نفس الفترة في العام الماضي وبازدياد 6% عن عائدات الربع الثاني لـ 2012 (المقدرة بـ 8.72 مليار دولار).
    و إذا ما قارنا مبلغ النفقات على الإعلانات في الولايات المتحدة الأمريكية بين التلفزيون و الانترنت ، لوجدنا أن النفقات على الإعلانات التلفزيونية في ذات البلد بلغت في النصف الأول لعام 2012 ، 22 مليار دولار ، مقابل 17 مليار دولار على الإعلانات على شبكة الانترنت في نفس الفترة .
   و على الرغم من أن الفارق هو 5 مليارات دولار، وهو ليس بالرقم القليل، إلا أنه يظهر بوضوح الحصة الكبيرة التي يستحوذ عليها الإعلان الإلكتروني في عالم التسويق كأداة هامة للإعلان إلى جانب الإعلان التلفزيوني التقليدي
    أما في نهاية عام  2012  فقد ارتفعت عائدات الإعلان على الانترنت في الولايات المتحدة ، إذ وصلت إلى 31 مليار دولار أميركي، لتقفز بنسبة  22 بالمئة عن العام 2010، و ذلك بحسب دراسة نشرتها شركة "ايب" المتخصصة في دراسة سوق الإعلان الالكتروني.
     و من جهة أخرى اعلنت صحيفة نيويورك تايمز عن ارتفاع ايراداتها الاعلانية المتأتية من نسختيها الالكترونية في الربع الاول من 2014 ، حيث حققت 158,7 مليون دولار أي بزيادة نسبتها 3,4 %.مقارنة بالعام السابق . يجدر بالذكر أن نيويورك تايمز حققت أكبر الأرباح على نسختها الالكترونية ، مع استمرار خسارة النسخة الورقية ، حيث تراجعت حصيلة الإعلانات في الإصدار المطبوع بنسبة 6.6% مما أدى إلى تراجع أرباحها الإجمالية.
   و في ألمانيا أعلنت الرابطة الإتحادية لناشري الصحف الألمانية شهر جويلية من عام 2014  أن مبيعات النسخ الإلكترونية حققت انتعاشاً فيما سجلت مبيعاتها من النسخ المطبوعة تراجعاً ،  و أوضحت الرابطة أن مبيعاتها من النسخ الإلكترونية للهواتف الذكية و الحواسب اللوحية وصلت خلال النصف الأول من عام 2014 إلى 560 ألف نسخة بارتفاع بنسبة 64% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق ، في المقابل تراجعت مبيعات الصحف الألمانية من النسخ المطبوعة خلال الأشهر الستة  من سنة 2014 بنسبة 3.23 %  لتصل إلى 21.51 مليون نسخة.
    و كان إجمالي عائدات الصحف قد تراجع في عام 2013 بنسبة 4.4% حيث بلغ 7.87 مليار يورو  ،كما استقرت أرباح التوزيع على تراجع بنسبة 0.4%. و تراجعت عائدات الإعلانات و الملحقات بنسبة نحو 10%. يذكر أن ألمانيا تصدر بها 329 صحيفة يومية بالإضافة إلى أكثر من 1500 مطبوعة محلية.
ث‌- إختفاء عدد من الصحف المطبوعة : إن زيادة عدد الزائرين أو المتصفحين للنسخ الإلكترونية للصحف ، واعتمادهم عليها في التعرف على الأحداث اللحظية التي تقع ليس في موقعهم فحسب ، و إنما في مختلف دول العالم بأقل التكاليف ، أدى إلى بدء سقوط الصحف الورقية أمام الإلكترونية ، حيث شهد العام بصفة عامة اختفاء عدد من الصحف المطبوعة ، و بشكل خاص في الولايات المتحدة و أوروبا الغربية ، أو اندماجها مع صحف أخرى ، و بالرغم من أن عدد الصحف التي اختفت مازال قليلا قياسا بعدد الصحف في الولايات المتحدة ، إلا أن ذلك يعد مؤشرا على إمكانية اختفاء الصحف المطبوعة خلال العقدين القادمين ، و هذا ما حدث مع العديد من الجرائد نذكر منها :
·        جريدة الواشنطن بوست التي أعلنت عن التوقف عن إصدار نسختها المطبوعة.
·        صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"  (The Christian Science Monitor ) الامريكية الشهيرة التي تصدر منذ مائة عام ( 1908) التي أعلنت عن إيقاف نسختها الورقية نهائيًّا ابتداء من مطلع عام 2009 ، و الاكتفاء بالصدور على موقع الانترنت (يتجاوز زوَّاره  المليون قارئ )  . وسوف تكتفي بإصدار عدد ورقي مرة واحدة في الاسبوع في شكل مجلة.
و بررت ادارة تحرير الصحيفة هذه الخطوة غير المسبوقة بالنسبة لصحيفة كبرى باعتبارات كثيرة ، منها ، الانخفاض الكبير في التوزيع ، اذ انخفض من 200 ألف نسخة في السبعينيات إلى 52  ألف نسخة فقط في الوقت الحاضر ، و منها انخفاض حصيلة الاعلانات ، و الرغبة في خفض النفقات و تقليص اعداد العاملين بها. و ادارة الصحيفة تعتقد ان هذا التحول إلى الانترنت سوف يدعم مكانتها ويعزز وضعها.
·        و هناك مؤسسات مثل (تروبيون)( Tribune )  أغلقت الكثير من صحفها ، و أول صحيفة أغلقت هي (سياتل هيرالد) (Seattle Herald )  التابعة ل (تروبيون)، و بالتالي اعتمدت على الإنترنت .
·        أما في فرنسا فنجد صحيفة France soir  التي توقفت عن الصدور كنسخة ورقية منذ أن تأسست في 1944 و أصبحت الكترونية في ديسمبر 2011.
·        كما أعلنت جريدة Metronews الفرنسية المجانية التابعة لمجموعة TF1  عن توقف اصدار نسختها الورقية في شهر جويلية 2015 ، و اكتفائها بنسختها الالكترونية عبر موقعها على الانترنت و تطبيقاتها على الهواتف الذكية ، و ذلك بسبب تراجع سوق المعلنين بالجريدة ، حيث في سنة 2014 خسرت الجريدة 10 ملايين أورو مقابل 6.7 اورو قبل سنة من ذلك .
و قد سجلت الجريدة أكثر من 4 ملايين زائر شهريا على موقعها الالكتروني ( 4.3 مليون زائر شهريا )، و بإضافة عدد المشتركين في تطبيق الصحيفة عبر الهواتف النقالة البالغين 2.9 مليون مشترك ، و عليه تحصي جريدة Metronews أكثر من 7 مليون مشترك يطلع  على مقالات الجريدة شهريا .
·        صحيفة اللوموند الفرنسية ، فوصلت إلى حافَة الإفلاس ، (حيث وصلت ديونها إلى 150 مليون يورو العام الماضي 2012) ، في حين تحقق نسختها الإلكترونية نجاحات متواصلة بين الشعوب الناطقة بالفرنسية.
·        و في لندن توقفت صحيفة (ذي لندن بيبير) (  The London Paper )  المسائية المجانية عن الصدور شهر سبتمبر 2009 ، و ذلك بعد ثلاث سنوات من انطلاقها و توزيعها نصف مليون نسخة يوميًّا في مركز العاصمة البريطانية و محطات القطارات، من قبل  700 موزع منتشرين في لندن مجانًا مساء كل يوم، و كانت قد ذكرت مصادر في إدارة الصحيفة التابعة لشركة المليادير روبيرت مردوخ ، أنها خسرت 21.2 مليون دولار أمريكي لغاية السنة المالية المنتهية في جوان 2008 .و يأتي خبر إغلاق صحيفة (ذي لندن بيبير) بعد الإعلان عن إغلاق أكثر من مئة صحيفة محلية في بريطانيا، بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية و المنافسة الحادة مع الإعلام الإلكتروني.
·        و في ألمانيا توقفت صحيفة ( الفانينشيل تايم دوتشلند ) (Financial Times Deutschland ) عن الصدور في 7 ديسمبر 2012  .

و بالمقابل اضطرت بقية الصحف التي تعاني اقتصادياتها من ذات المشاكل كانخفاض ارقام التوزيع و تراجع الدخل إلى اتخاذ اجراءات تقشفية شديدة  كتقليص أرقام توزيعها و إلغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها ، و من بين هذه الصجف نجد من هي واسعة الانتشار ، مثل (شيكاغو تربيون)، و (بوسطن جلوب) (  The Boston Globe ) ...

     فمثلا ، صحيفة كبيرة مثل "لوس انجلوس تايمز"  اضطرت في 2008 إلى الاستغناء عن 75 من طاقمها التحريري لينخفض طاقم محرريها و العاملين فيها إلى نصف العدد الذي كان عليه قبل سبع سنوات ، و مثلا ، صحيفة مثل "ستار ليدجر" (  Star-Ledger )  و التي تحتل المرتبة ال 15 على قائمة اهم الصحف الامريكية ، اضطرت لتخفيض اعداد محرريها بنسبة 40%.. و هكذا هو الحال بالنسبة لأغلب الصحف .
    و كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أعلنت في أكتوبر من عام 2014 عن تسريح حوالي 100 موظف في غرفة الأخبار بما يعادل 7.5% تقريبا من عدد العاملين بها ، و هدفت إدارة الصحيفة من هذا الإجراء تحسين أرباح الصحيفة كي تستمر العمل باستثمارها في مستقبل الصحيفة رقمياً .
    و في العالم العربي اقتصر اختفاء الإعلام المكتوب على المجلات دون الصحف ، فمثلا أعلنت مجلة ( الأسبوع العربي) المتتبعة للشؤون السياسية في العالم العربي و التي التي صدرت  عام 1959 عن تحولها إلى النسخة الإلكترونية كليًّا عام 2014  ، و ذلك نتيجة المشكلات المالية و عوائد التوزيع و الإعلان نتيجة تبعات (الثورات العربية) منذ 2010م و حتى اليوم ، فبشهادة الصحفيين و العاملين في هذه المؤسسة الإعلامية العربية، كان هناك خيار الإغلاق الكلي، أو قرار التحول الإلكتروني بأقل الخسائر ودخول مضمار المنافسة مع مواقع إخبارية إلكترونية عربية مماثلة .
   و كذلك مجلة الآداب اللبنانية التي تصدر منذ 1953 توقفت عن الإصدار الورقي في عام 2012، و أصبحت تصدر فقط إلكترونيًّا.
    الجدير بالذكر أن تأثير الصحافة الالكترونية على اقتصاديات المكتوبة كان له تأثير مباشر في أمريكا و أوروبا ، لكن في آسيا مثل سوق الهند و الشرق الأوسط ، و العالم العربي ، لا تزال الصحافة الورقية تحافظ على وضعها ، حيث هناك زيادة في الطباعة سنويًّا من 2 إلى 10% ، و لكن حسب المتتبعين فإن التأثير المباشر قد يكون بعد 10 سنوات حينما يتوسع الانترنت و يصل إلى هذه الدول الشرق الأوسط بنسب عالمية.
2- الخصائص الاقتصادية لصحافة الالكترونية :
-         مجانية : يبدو أن  الصحافة المكتوبة على وشك أن تصبح الوسيلة الإعلامية الوحيدة المدفوعة الثمن ، حيث يجب دفع ثمن الصحيفة كل مرة نريد فيها قراءة الأخبار ، في حين أن الصحافة الالكترونية مجانية ، باعتبار أن الكلفة الهامشية للخبر الإضافي على الانترنت معدومة ، و هذا مهما كان عدد المرات التي نزور فيها الموقع الإخباري خلال الشهر ، حيث يبقى السعر النهائي نفسه و بلا تغيير. علما أن مجانية الانترنت ما هي إلا مسألة ظاهرية في بعض الأحيان في حالة ما إذا كان لزاما علينا الاشتراك حتى نتمكن من الارتباط بشبكة الانترنت ، أو الاشتراك في بعض الصحف الالكترونية التي بدأت في فرض رسوم على موقعها الالكتروني لتصفح مقالتها كجريدة ( نيويورك تايمز ) .
-         الجريدة الالكترونية لا تستفيد بالقدر الكافي من مصادر التمويل التقليدية كالإشهار والاشتراكات و التوزيع ،حيث يعتبر الاشهار الالكتروني هو المصدر الشبه الوحيد للتمويل ، و لا تستفيد الصحف الالكترونية من الاعلان الالكتروني إلا إذا تمتعت بجمهور كبير من المتصفحين للموقع و نوعي ( الاشهار يعتبر الوسيط الأساسي و الأول لتمويل رقمنة المنتج الاعلامي و الموارد مربوطة بصفة مباشرة بندى زيارة و نقرات الموقع).




الأكثر زيارة الأكثر  طلبا من المعلنين


-           عامل التكلفة ، فالموقع الالكتروني يوفر على صاحب الجريدة جزء من تكاليف طبع و توزيع النسخة الورقية ، و يضمن له عدد أكبر من القراء . و بالتالي الاقتصاد في النفقات بالاستغناء عن أطنان الورق )  و هو ركن مهم في ميزانية المؤسسات الصحفية ( و مستلزمات الطباعة المستخدمة في الصحافة الورقية ، و التخلص من المرحلة الصناعية للإنتاج برمتها ، إلى جانب الكثير من النفقات و الضغوط الأخرى.
-         ضآلة تكاليف التجهيز: عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين ، إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم.
-         المساحة الجغرافية : يمكن للصحيفة الالكترونيةعن طريق الانترنيت- الوصول إلى مختلف أنحاء العالم على عكس الصحيفة الورقية التي تكون مقيدة جغرافيا بأماكن التوزيع ، و حتى و إن استطاعت بعض وسائل الإعلام التقليدية من تجاوز محليتها فإنها لا تضمن نشر رسائلها الإعلامية إلاً على عدد محدود من المتلقين في العالم ، لذلك تسعى غالبية الوسائل الإعلامية إلى شق طريقها واستحداث نسخة الكترونية لها على شبكة الانترنيت.
-         عنصر التفاعلية : فالصحافة الالكترونية تسمح بمستوى مسبوق من التفاعل الذي يبدأ في البحث في مجموعة من النصوص و الاختيار فيما بينها ، و ينتهي بإمكانية توجيه الأسئلة المباشرة و الفورية للصحفي أو مصدر المعلومة نفسه.
-         تعدد الوسائط: فالصحافة الالكترونية تجمع مابين الصوت الذي كان يقدمه الراديو و الصوت و الصورة المميز للتلفزيون و النص الذي تقدمه الصحيفة المطبوعة ، إذن فكل هذه المميزات تجتمع في وسيلة واحدة هي الصحيفة الالكترونية .
-         الحدود المفتوحة:  تسمح مساحات التخزين الهائلة الموجودة على الحاسبات للمحرر الصحفي بالصحيفة الالكترونية بنشر ما يريد وبالحجم الذي يشاء ، حيث لا توجد مشكلة محدودية المساحة المخصصة للنشر مثلما تطرحه الصحافة المطبوعة.
و من جهة أخرى يحدد الباحث محمد سيد ميزة أخرى للصحافة الالكترونية تتمثل عامل الوقت ، فالصحف الإلكترونية بتحديثها مستمرة على مدار الساعة ، في حين أن الصحافة المطبوعة و مواقعها الإلكترونية يتم تحديثها كل أربعة و عشرين ساعة ، الأمر الذي يجعل الصحافة الإلكترونية تحرق الأخبار كما يقال ، أو تجعلها عديمة الفائدة في الجرائد المطبوعة ، فتصبح عبارة عن أحرف تملأ بها المساحات ، فإذا كانت الصحيفة تطبع في تمام الساعة الثانية عشر صباحًا مثلاً ، و وقعت حادثة في ساعات الصباح الأولى ، فحتى تنشره الجريدة يحتاج ليوم كامل ، الأمر الذي يكون معه الخبر مستهلكًا وقديمًا في ظل وجود الصحافة الإلكترونية التي تستطيع تغطية الحادث خلال دقائق من وقوعه.

3-  الاستثمارات الأولية للصحافة الالكترونية ( تكاليف انشاء جريدة الكترونية ) :
    صحيح أن الصحافة الالكترونية تسمح بتخفيض التكاليف الثابتة على المستوى الصناعي و التوزيع ، غير أن كلفة إطلاق موقع لا يستهان بها ، فقد لوحظ أن كلفة إطلاق موقع يرافق مجلة يبلغ ما بين 0.5 و 2 مليون يورو، مقابل 15 مليون يورو لإصدار مجلة جديدة.
  و يطلق على التكاليف الأولية لإطلاق موقع الكتروني بالتكاليف الاﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ : ﻭ ﻫﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻ‌ﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻰ ﻭ ﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻯ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻷ‌ﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺧﻼ‌ﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ. ﻭ ﺗﺸﻤﻞ النفقات الأولية لاصدار جريدة الكترونية على مايلي :
-          تكاليف ﺍﻟﺠﺪﻭﻯ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ  ( دراسة الجدوى و تقدير الميزانية المبدئية لتصميم الموقع ) تتراوح  بين 400 و 800 أورو.    
-         استثمارات دراسة السوق
-         استثمارات تصميم  الموقع الالكتروني 
-         استثمارات الربط  و كراء الموقع
-         استثمارات التجهيز    
-            نفقات الحملة الترويجية لانطلاق  الموقع.
-           أجور فريق عمل الانطلاق.
أما فيما يخص قيمة تكاليف انشاء موقع لصحيفة الكترونية فقد اتفق الخبراء على صعوبة وضع حد أقصي أو أدني لتكلفة تصميم المواقع الإلكترونية ، و ذلك مع وجود مواقع تعمل بتكنولوجيا باهظة الثمن كمواقع التجارة الالكترونية و التوظيف و البوابات الإخبارية ، و أن تكلفة تصميم مثل هذه المواقع تبدأ من مليون دولار ، حيث تحتاج إلى نظام ( System  )  متكامل يديرها .
    فيما تصل تكلفة المواقع الثابتة إلي حوالي 15 ألف جنيه مصري ، التي تكون أقرب للمواقع الإعلانية و ليس لها علاقة بالتفاعل ، أما متوسط تكلفة تصميم المواقع التفاعلية فتقدر بنحو 50 ألف جنيه. وترتفع التكلفة وفقا لحجم الموقع.
  أما التصميم الجرافيكي للموقع (La conception graphique ) فيكلف بين 1000 و 4000 أورو و هذا راجع الى جودة تصميم الموقع و من قام بالجرافيك ان كان محترف او مبتدئ هاوي ، زيادة على ذلك التعديل التقني (La configuration technique. ) بمعى لا بد من توفر أداة لتعديل و التحكم في محتوى الموقع ، يكلف من 2000 إلى 6000 أورو .
4-  النماذج الاقتصادية المسيرة و الممولة للصحف الالكترونية :
أ‌-                 نموذج التمويل المباشر و الكامل للصحيفة الالكترونية : يعد النموذج  الاقتصادي الأول الذي رافق تأطير نشأة الصحافة الالكترونية عالميا ، و ذلك من خلال تمويل مباشر و كامل من جهة محددة و معروفة مسبقا  قد تكون: مؤسسات حكومية ادارية أو اقتصادية ( تمويل حكومي) ،مؤسسات اعلامية،هيئة مستقلة سواء كانت ذات طابع اجتماعي مدني مثل المنظمات غير الحكومية و مؤسسات المجتمع المدني...الخ.
في البداية كان  الهدف من التمويل ليس البحث عن مردود مالي بقدر ما اعتبرته المؤسسات الاعلامية التي تصدر الصحف المطبوعة حتمية تكنولوجية يجب مواكبتها و واجهة تسويقية حديثة لهذه المؤسسات.
ب‌-             نموذج الاعلان الالكتروني : طبق هذا النموذج ابتداء من السنة الثانية منذ تأسيس الصحيفة الالكترونية بعد الاستثمار الأولي المعتمد على التمويل المياشر و بصفر مردودية ، و هو النموذج الذي بدأ تطبيقه في الصحافة الالكترونية العالمية ابتداء من سنة 2000.
·        يعتبر الاعلان الالكتروني المورد الأساسي للصحيفة الالكترونية ، و بالتالي على كل صحيفة تحسين استقطاب المتصفحين لها قصد تكوين قاعدة جماهيرية تجذب المعلنين، و من ثم تحقيق توازن مالي لها.( المتصفح للموقع يتحول إلى زبون بكبسة زر و المعلن يتحول برابط إلى بائع)
·        ان تصميم الموقع الالكتروني للصحيفة يلعب دورا كبيرا في استقطاب المتصفحين و هو واجهة الاستخدام.
·        أول اعلان الكتروني مدفوع الأجر كان في 27 أكتوبر 1994 و ذلك مع انطلاق موقع مجلة Wired  (www.hotwired.com ) حيث تم شراء مساحة على هذا الموقع من قبل وسيط وكالة  Modem Media
·         الاشهار الالكتروني المجاني عن طريق ما يعرف بتبادل الروابط مع مواقع صديقة.
ت‌-             النموذج المختلط : الذي يجمع بين سوقين أي سوق بأرضية مزدوجة ( سوق المعلنين و سوق المتصفحين ) ، و هو أقرب نموذج اقتصادي للصحافة المكتوبة ،يرتكز هذا النموذج على تمويل الصحيفة الالكترونية بمزج موارد الاشهار الالكتروني و الاشتراك.( مثل جريدة نيويورك تايمز )
ث‌-             النموذج الاقتصادي الذي يقوم على الاعتماد على مداخيل الاشتراك فقط : دون اللجوء إلى الاعلان الالكتروني أو لأي شكل آخر من أشكال تمويل الصحف الالكترونية ، و الهدف من هذا النموذج منح الموقع الاستقلالية من أي مؤثر مالي خارجي يمكن أن يؤثر على السياسة التحريرية للموقع و مصداقيته.
هذا النموذج صعب تطبيقه في تحقيق توازن مالي و استقرار لكن نجح مع بعض الصحف الالكترونية العالمية مثل : الصحيفة  الفرنسية (  (  Media part  www.mediapart.fr  و هي جريدة اعلامية الكترونية مستقلة و تساهمية تأسست بارادة 04 صحافيين فرنسيين ، تم اطلاق موقع الصحيفة في مارس 2008 و هو مفتوح بمساهمة مشتركيه (   60 % من الاسهم للمؤسسين و 40 % للمستثمرين المشاركين ) ، حيث بلغ عددهم 75 ألف كشترك حتى جويلية 2013 ، أما قيمة الاشتراك فهي 1 اورو لاشتراك لمدة 15 يوم ، 9 اورو للاشتراك الشهري و 90 اورو للاشتراك السنوي.
-الاشتراك قد يكون شهري أو سنوي بالموقع و عادة يكون اشتراك رمزي،و هناك الاشتراك النوعي متعلق بالأرشيف و أعمدة الرأي و الدراسات ، و قيمة الاشتراك النوعي مرتفعة نسبيا نظرا لنوعية الجمهور ( النخب المثقفة التي تقدر المعلومة و مقالات الرأي أو مؤسسات اقتصادية تعتبر الدفع من أجل مقالات اقتصادية أو طلبة و باحثين).
-هناك بعض الصحف الالكترونية تدرج تقنية الدفع عن المقال الواحد أو الدفع عن القطعة ،بمعنى ادراج مقدمة عن المقال مفتوحة للجماهير دون دفع أو اشتراك لكن إذا أراد قراءة التفاصيل فهنا ملزم بالدفع.
-وقد يكون اشتراك مجاني أي القارئ يستلزم منه مللأ استمارة الاشتراك المجانية مع موضع الايمايل الشخصي ،و ذلك ليتمكن من قراءة الصحيفة الكترونيا ، و الغاية من ذلك وضع قاعدة بيانات تستقطب المعلنين.
   و بناء على ذلك نخلص الى أن عوامل التوازن المالي للصحف الإلكترونية قائم على موردين فقط و هما : سوق المتصفحين عن طريق الاشتراك بأنواعه و سوق المعلنين ، لكن أغلب الصحف الالكترونية العالمية و المحلية تلغي السوق الأولى " المتصفحين " و تعتمد بصفة أساسية على سوق المعلنين الالكترونيين .
  يذكر أن بعض الصحف الالكترونية الدولية كانت فيي بدايتها تعتمد على سوق المعلننين فقط لكن مع مرور الوقت أصبحت تفرض على المتصفحين رسوم للاطلاع على مقالاتها ، و نذكر في هذا الصدد صحيفة نيويورك تايمز التي أعلنت شهر مارس من عام 2011 أنها ستبدأ بفرض رسوم على قرائها مقابل مطالعتها عبر موقعها الإلكتروني ، بالاضافة إلى كل من صحيفة "تايمز" البريطانية و شقيقتها الأسبوعية "صندي تايمز"  التي قررت الشركة المالكة لهما فرض رسوم لتصفح موقعيهما على شبكة الانترنت بداية  شهر  جويلية 2010.
5-  الصعوبات التي تواجه تطور الصحف الالكترونية:
تواجه الصحافة الالكترونية في العالم عامة و العالم العربي خاصة العديد من الصعوبات التي تحول دون تطورها نلخصها في النقاط التالية :
1-               المقروئية فهي لا تزال صعبة نسبيا.
2-               غياب الأنظمة و اللوائح و القوانين المنظمة و التي تحكم عمل هذه الصحافة .
3-                 تعاني الكثير من الصحف الإلكترونية صعوبات مادية تتعلق بتمويلها و تسديد مصاريفها ، فمثلا في العالم العربي تواجه الصحافة الالكترونية تحديات تمويلية كبيرة ، حيث لم تظهر حتى الان صحف الكترونية تعتمد على مصادرها الذاتية دون الاعتماد على المؤسسة التي تتبعها ، و معظم الصحف الناجحة تابعة لمؤسسات تجارية أو غير هادفة للربح  تقوم بالإنفاق عليها لأغراض تجارية أو تسويقية أو دعوية .
4-               عدم وجود عائد مادي لدى أغلب هذه الصحف كما هو الحال في الصحف الورقية ، عن طريق الإعلان ، إذ إن المعلن ما يزال يشعر بعدم الثقة في الصحافة الإلكترونية ، بل ويعتبر الورقية أكثر جدية.
5-               ضعف عائد السوق ( القراء و المعلنين )
6-               عدم وجود صحفيين مؤهلين للإدارة و تحرير الطبعات الالكترونية.
7-               المنافسة الشرسة من مصادر الأخبار و المعلومات العربية الدولية و الأجنبية التي أصدرت لها طبعات إلكترونية منافسة باللغة العربية .
مراجع المحاضرة السادسة :
1-   رضا عبد الواجد أمين ، الصحافة الالكترونية ،ط 1 ،  القاهرة ، دار الفجر لنشر و التوزيع ، 2007 .
2-   محمد سيد محمد سيد ، تأثير الصحافة الإلكترونية على مستقبل الصحف الورقية ، شبكة الالوكة ، 4/2/2013 ، متوفر على الخط التالي : http://www.alukah.net/culture/0/50101/ ، تاريخ الزيارة : 07/12/2015 ، 09:48 .
3-   ماجد تربان ، الإنترنت والصحافة الإلكترونية رؤية مستقبلية ، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 2008.
4-   السيد زهره  ، رعب في عالم الصحافة ، يومية أخبار الخليج البحرينية ، العدد 11188 ، الأحد 9 نوفمبر 2008 ، متوفر على الخط التالي : http://www.akhbar-alkhaleej.com/11188/article/271696.html ، تاريخ الزيارة : 07/12/2015 ، 11:06 .
5-   محمد الفاتح حمدي ، استخدامات النخبة للصحافة الإلكترونية و انعكاساتها على  مقروئية الصحف الورقية – أساتذة جامعة باتنة أنموذجا – مذكرة لنيل شهادة الماجستير في  العلاقات العامة و الاتصال ،  جامعة الحاج لخضر باتنة ، كلية الحقوق ، قسم علوم الاعلام و الاتصال ، 2009-2010 .
6-     ليليا بوسجرة ، الصحافة الاكترونية و أثرها الاقتصادي على الصحافة المكتوبة في الجزائر (د راسة حالة الخبر و الوطن ) ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ، 2011-2012 .
7-  ثورة الإنترنت ومستقبل الصحف المطبوعة الإلكترونية في العالم العربي ، جريدة الشرق الاوسط ، العدد 8071 ، الثلاثـاء 2 يناير 2001 ، متوفر على الخط التالي :
http://archive.aawsat.com/details.asp?article=19805&issueno=8071#.VmMTdl4cZOQ
8-   محمد فوزى, محمد علاء الدين و نسرين رمسيس ، 15 ألف جنيه متوسط تكلفة المواقع الثابتة والتفاعلية 50 ألفا ، 22 ماي 2013 ، اليومية الاقتصادية البورصة http://www.alborsanews.com/2013/05/22/15-
9-   فيرونيك أبو غزالة  ، مجلة «الأسبوع العربي» تودّع الورق ... وعينها على القراء الشباب ، الموقع الالكتروني لجريدة الحياة ، الاثنين 14 أفريل 2014 ، متوفر على الخط التالي : http://www.alhayat.com/Articles/1786107/
10-                       الاعلانات الالكترونية تدق مسمارا في نعش الصحف الورقية (الاعلانات الالكترونية الاسرع والاقل كلفة، وصحف ورقية ذائعة الصيت تقلص أرقام توزيعها وتلغي آلاف الوظائف ) ، 7 /10/2013 ، متوفر على الخط التالي : http://www.middle-east-online.com/?id=163553

11- سطام الحقباني ، نيويورك تايمز تخفّض نسبة الصحفيين لزيادة الأرباح ، جريدة الرياض السعودية ، العدد 16911  ، الاحد 12 أكتوبر 2014 ، متوفر على الخط التالي :

12- ازدهار النسخة الإلكترونية لصحيفة نيويورك تايمز ، جريدة الرياض السعودية التاريخ ، العدد 17025 ، الثلاثاء 3 فيفري 2015 ، متوفر على الخط التالي : http://www.alriyadh.com/1018756
13-  " نيويورك تايمز" تبدأ فرض رسوم مقابل مطالعتها إلكترونيا ، جريدة الرياض السعودية ، العدد 15606  ، الخميس 17 مارس 2011 ، متوفر على الخط التالي : http://www.alriyadh.com/614806
14- انتعاش في مبيعات النسخ الإلكترونية للصحف الألمانية ، جريدة الرياض السعودية ، العدد 16815 ، الثلاثاء 8 جويلية 2014 ، متوفر على الخط التالي : http://www.alriyadh.com/950975
15-  
16- مستقبل الصحافة الورقية نحو الأفول ، مجلة فكر الثقافية ، متوفر على الخط التالي :

http://www.fikrmag.com/topic_details.php?topic_id=1

17- تراجع أرباح صحيفة نيويورك تايمز بنسبة 54 % ، جريدة الرياض السعودية ، العدد 16836 ، الثلاثاء 29 جويلة 2014 ، متوفر على الخط التالي : http://www.alriyadh.com/956750

18-                       الأزمة المالية تعصف بعائدات إعلانات نيويورك تايمز ، www.aljazeera.net/.../DA0993FD-68BE-4BBA-8379-...

19-                       Triste fin pour "France Soir", version papier , journal le Monde , 15.12.2011, voir le lien : http://www.lemonde.fr/idees/article/2011/12/15/triste-fin-pour-france-soir-version-papier_1619147_3232.html , visité : le 7/12/2015 , 12 :05

20-                       Chloé Woitier , Clap de fin pour la version papier de Metronews , Publié le 03/07/2015 , voir le lien : http://www.lefigaro.fr/medias/2015/07/03/20004-20150703ARTFIG00113-clap-de-fin-pour-la-version-papier-de-metronews.php , visité le 7/12/2015 , 11;38 .

21-                       http://www.metronews.fr/info/qui-sommes-nous/mhby!PQezRCKbQWToI/

22-                       Combien coûte un bon site internet ?