الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

اقتصاديات الصحافة المكتوبة في الجزائر



جامعة الجزائر 03
كلية علوم الإعلام و الاتصال
قسم الاتصال
محاضرات في مقياس اقتصاديات وسائل الإعلام
السنة الثانية (ل.م.د)
السنة الجامعية:2015-2016
الأستاذة : الدكتورة بوزيفي وهيبة
المحاضرة الثالثة :  اقتصاديات الصحافة المكتوبة في الجزائر
خطة الدرس:
1-   الصناعة الصحفية بالجزائر
2-   اسواق الصحافة المكتوبة بالجزائر
3-   تكاليف الانتاج الصناعي للصحافة المكتوبة الجزائرية
4-   مصادر تمويل الصحافة المكتوبة بالجزائر

1-              صناعة الصحافة بالجزائر :
    أصبحت الصناعة الصحفية في الجزائر ، حقيقة موجودة و ملموسة ، و تتجلى مظاهرها في مايلي :
·        تحول نظرة القائمين على المؤسسات الصحفية من النظرة القائمة على أن الجريدة وسيلة إعلام لها أهداف اجتماعية ، إلى نظرة اقتصادية مبنية على أساس ميكانيزمات السوق .
·         تحول الشكل القانوني للمؤسسات الصحفية من الصفة الاجتماعية ، إلى الصيغة الاقتصادية و التجارية.
·        استثمار رجال الاعمال و شخصيات سياسية في قطاع الصحافة المكتوبة و المالكين لأسهم بنسب متفاوتة في مختلف المؤسسات الصحفية .
·        التنوع في الصحف من حيث التوزيع الجغرافي و الانتشار و من حيث المضمون بإحصاء 290 دورية مطبوعة عام 2011 .
·        ارتفاع حجم سوق النشر في الجزائر بالنسبة الى الجرائد اليومية ، حيث ارتفع عددها بوتيرة سريعة من 102 يومية عام 2011 إلى  113 يومية عام  2012  إلى 130 يومية بداية عام 2013 .
·        سجلت الصحف الوطنية إلى 15 فيفري 2010 تطورا في عدد السحب ، حيث بلغ متوسط السحب اليومي للصحافة الوطنية حسب الصدور و اللغة 3 ملايين و 471.384 نسخة ، منها 3 ملايين و 32.393 نسخة سحب للصحف اليومية لوحدها ، تليها الأسبوعيات ب 416.906 نسخة .
غير أن هذه الصناعة تواجهها العديد من التحديات و الصعوبات نذكر منها :
·        انعدام البنية التحتية للقواعد التجارية لسوق الصحف.
·        مواصلة احتكار الدولة للمطابع و استعمالها كوسيلة ضغط على المؤسسات الصحفية ، باستثناء بعض الجرائد التي استثمرت في هذا القطاع و أنشأت مطابع خاصة بها.
·        عجز معظم المؤسسات الصحفية عن تحمّل مصاريف الطباعة ، و هو ما جعلها تبقى رهينة القطاع العمومي الذي يتدخل في هذا النشاط من خلال التكٌفل بتجديد و عصرنة عتاد المطابع ،و الإعانة المالية و الجمركية أثناء القيام بذلك.
·        مشكلة ديون الصحف لدى المطابع و عجز المؤسسات الصحفية اليوم باستثناء يوميتي الخبر و الوطن على طبع جرائدها بنفسها .
·        استمرار ارتفاع اسعار الورق في السوق الدولية .
·        تذبذب في التوزيع في ظل غياب خريطة للتوزيع و قانون ينظم هذا القطاع من جهة و قلة الامكانيات المادية لذلك من جهة أخرى.
·        غياب القوانين التي تنظم العلاقة بين: الناشر ، المطبعة و التوزيع .
·        صعوبة تحقيق توازن مالي بين مدخلاتها و مخرجاتها في ظل ارتفاع نسبة المرتجعات و قلة الاشهار .
·        الأسعار التي تباع بها الجرائد لا تغطي إلا نسبة بسيطة جدا من تكلفة صناعة الجريدة .
·        غياب اطار قانوني منظم للإشهار و توزيعه على وسائل الاعلام في ظل سيطرة الوكالة الوطنية للنشر و الاشهار على الاشهار العمومي.
أمام كل تلك التحديات فالصناعة الصحفية في الجزائر ، أصبحت بمثابة مشاريع استثمارية ضخمة تتطلب رهانات كبيرة تحكمها مقومات مادية و بنية اقتصادية خاصة ، تمكنها من احتواء سير الإنتاج و الإلمام بخصائص الفكرية والمادية للجريدة.
2-              أسواق الصحافة المكتوبة بالجزائر :
أ‌-                 سوق النشر :
إن أصحاب المؤسسات الصحفية الخاصة في الجزائر بعد خوصصة وظيفة النشر ، هم طرفين أساسيين و هما :
1-              الصحفيين : إن معظم المؤسسات الصحفية الخاصة مسيرة من طرف الصحفيين ، و ذلك منذ اصدار رئيس الحكومة السابق " مولود حمروش " لتعليمة في 19 مارس 1990 ، و القاضية بالسماح للصحفيين بعد منحهم أجرة ما يعادل عاميين كمساعدة من الدولة بخلق صحف يسيرونها بأنفسهم و كأمثلة عن تلك الصحف نجد :
·        جريدة الوطن :ملك ل 18 صحفي لهم نفس النسب من الأسهم بعدما كانت في البداية ملك ل 25 صحفي ، 7 من هؤلاء قرروا الانسحاب من المؤسسة ، و باعوا نصيبهم من الأسهم لزملائهم الباقين .
·        جريدة الخبر : هي الأخرى ملك ل 18 صحفي ، بعدما كانت في البداية مسيرة من طرف 25 صحفي ، و لكن في هذه الصحيفة نجد تفاوت في نسب المساهمة بعد شراء بعض الصحفيين الباقيين لحصص زملائهم المنسحبين .
·        جريدة le soir d’algerie  : ملك ل 5 صحافيين لهم نفس الحصص .
·        جريدة le matin  المنحلة : كان مديرها محمد بن شيكو يملك 40 %  من الأسهم تقريبا.
·        جريدة le quotidien d’oran : ملك للصحفي عبدو
·        جريدة  la tribune  ملك للصحفي بشير شريف حسن
و بهذا نلاحظ أن العديد من الصحف الخاصة في الجزائر تعود ملكيتها للصحفيين ، فهناك من يملكون أسهما متساوية العدد فيما بينهم ، و صحف أخرى تعود ملكيتها أيضا للصحفيين إلا أن عدد الأسهم متفاوتة من صحفي مالك إلى آخر .
2-              رجال الأعمال : ظهرت جماعة من الأفراد الذين تكونوا في شكل قوى تمويلية هؤلاء الأفراد لا تربطهم أية علاقة بالممارسة الصحفية ، و إنما البعض منهم يستعمل  الصحف لتجسيد أفكارهم و سلطتهم و حماية مكتسباتهم ، و البعض الآخر يهدف إلى تطوير و مساعدة الصحف في تحقيق توازنها المالي . و من بين هذه الصحف التي يستحوذ عليها رجال المال نذكر :
·        جريدة liberté  : و هي في الحقيقة ملكية شراكة بين رجال أعمال و صحفيين الذين يملكون نسبة ضعيفة من الأسهم مقارنة مع رجل الأعمال ( الصناعي ) " ايسعد ربراب " الذي يملك أغلبية الأسهم ، ففي مرحلة نشأة الصحيفة كان يملك 80  %  من الأسهم و في مرحلة لاحقة أصبح يملك 95  %من الأسهم ، و هذا بعد إبعاد شريكه " أحمد فتاني " المدير الحالي لجريدة  l’expression  الذي كان مديرا لجريدة liberté و مالكا ب 15 % من أسهمها ، أما 5 % الباقية يتقاسمها كل من " ونجلي حسان  " 2.5 % و " رايس " 2.5 %.
·        جريدة l’authentique  : تابعة للجنرال المتقاعد و رجل الأعمال " بتشين " المالك للمجمع الإعلامي  Inter-Med-Info  الذي تنتمي إليه كذلك صحيفة " الأصيل " .
·        جريدة le temps d’Algérie  : هي ملك لرجل الأعمال و رئيس مدير عام مؤسسة أشغال الطرقات الري والبناء " علي حداد " .
·        جريدة le maghreb  : هي ملك للمقاول بوعبد الله .
·        جريدة l’actualité  و هي تحت يد بنكي .
يذكر أن هناك بعض الصحف تعود ملكيتها لرجال أعمال غير معروفين من طرف العام ، أي هي شخصيات مجهولة لا يعلن عنها بصفة رسمية ، و صحف أخرى تابعة لأشخاص كانت لها مناصب عليا في السلطة.
·        حجم سوق النشر في الجزائر :   
 تميز الحقل الإعلامي بتاريخ 03  ماي  2009 بعدد كبير من العناوين الموجودة في السوق الوطنية ، حيث بلغ عدد العناوين في السوق 291 عنوانا للصحافة المكتوبة بمختلف الدوريات و التي يقارب مجموع سحبها 3,47 مليون نسخة  ، و يضم هذا الكم 142 عنوانا ساري الصدور حاليا إلى 80 يومية منها 49 يومية وطنية و 31 يومية جهوية 10 شرق و 21 غرب ، منهم 03 يوميات متخصصة في الاقتصاد و 05 عناوين متخصصة في الرياضة  .
    كما يمكننا القول أن عدد الصحف سارية الصدور حاليا لا يقارن بالكم المعتبر للنشريات وفق ما جاء بحسب إحصاءات الوصاية  لدى تقييمها لتطور عناوين الصحافة المكتوبة بين سنتي 1989 و العام 2009 ، حيث أحصت 881  نشرية منها اليومية و الأسبوعية و الشهرية..،و منها المنتظمة و غير المنتظمة ، كما ضم الإحصاء النشريات والصحف المستمر الصدور و المتوقف عن الصدور ، و معلقة.
   و في جديد احصائيات وزارة الاتصال بالجزائر إلى غاية 30 جوان 2011 تم تسجيل ما يعادل 290 دورية مطبوعة بين صحف يومية التي بلغ عددها 102 يومية ، 32 أسبوعية شاملة و متخصصة و نصف شهرية و نصف شهرية حولية ، و 102 دورية مؤسساتية . و قد ارتفع عدد اليوميات بوتيرة سريعة من 113 يومية عام 2012 إلى 130 يومية بداية عام 2013 .
ب‌-             سوق الطبع بالجزائر :
يتحكم في سوق الطبع في الجزائر المطابع التابعة للدولة ، حيث تطبع أغلبية اليوميات الصادرة في الجزائر في هذه المطابع باستثناء بعض العناوين كالوطن ، الخبر ، ليبرتي و اليوم ، فرغم وجود نصّ قانوني يقرّ بحرّية إنشاء المطابع  ، إلا أن المطابع ظلت محتكرة من طرف الحكومة ، في ظل ارتفاع تكاليف الطبع التي مازالت عبئا اقتصاديا ثقيلا على معظم الصحف الجزائرية ، نظرا للاستثمارات الضخمة التي تتطلب في شراء المواد الأولية من ورق ، حبر ، و صفائح ، و تحديث للآلات التي تستوجب بدورها يد عاملة ماهرة متخصّصة ، و هذا ما لا تستطيع الصحف الخاصة الوصول إليه.
و قد بلغ عدد المطابع التابعة لدولة عام 2009 ب 7 مطابع و هي:
1-               شركة الطباعة للوسط ) SIA الشعب سابقا ( التي لديها فرعين بالجنوب في كل من ورقلة و بشار.
2-                شركة الطباعة للشرق  SIE بقسنطينة   ( النصر سابقا )
3-               شركة الطباعة للغرب SIO ( الجمهورية سابقا )
4-                و شركة الطباعة للجزائر  SIMPRAL  (المجاهد سابقا ) ( تم ضم هذه الشركة الى مطبعة الوسط بسبب مشاكل مالية .)
5-               المؤسسة الجزائرية للصحافة   ENAP ( منشورات حزب جبهة التحرير الوطني سابقا)
و على صعيد آخر تبين المعطيات التالية لعام 2009 ، عدد العناوين و حجم سحب مطابع الدولة :
-        تطبع شركة الطباعة للوسط   62   SIA  عنوانا منه 43 يومية و 19 أسبوعية ،كما يقدر  حجم السحب اليومي ب 695690 الف نسخة  ، ليرتفع  حجم السحب اليومي على مستوى هذه المطبعة ب 900000  الى  مليون نسخة عام 2011  . 
-        تطبع شركة الطباعة الشرق SIE 41 عنوانا منه 36 يومية و 5 اسبوعيات اما السحب ،فقدر ب 499140 الف نسخة.
-        تطبع شركة الطباعة للغرب SIO 6 عنوانا منه 36 يومية و 27 اسبوعية ،  اما معدل السحب اليومي فيقدر ب 379500 الف نسخة .
-        تطبع المؤسسة الجزائرية للصحافة ، ENAP 14 عنوانا منه 10 يوميات و 4 اسبوعيات  بمعدل سحب يومي يقدر ب 70600 الف نسخة.
-        تطبع شركة الطباعة للجزائر SIMPARAL  9 عناوين من بينها 7 يوميات و اسبوعيتين ،  أما معدل السحب اليومي فيقدر ب 90250 الف نسخة .
أما فيما يخص استيراد الورق فشركة  " ALPAP " هي تتولى هذه المهمة ، و التي أنشئت سنة 1995 م ، برأسمال من طرف مؤسسات الطباعة بنسبة  %65 .
·         المطابع الخاصة :
الشركة الجزائرية لتوزيع و طباعة الصحافة (ALDP ) :
    تعتبر هذه الشركة من أكبر الاستثمارات التي قامت بها الصحافة الخاصة منذ سنوات الألفين إلى غاية اليوم كما تمثل أهم نموذج للاستقلالية المادية لصحف ، حيث قامت كل من جريدتي  " الوطن"  و" الخبر "  عام 2000 باقتناء مطبعة من ألمانيا كلفت مبلغ  320  مليون دينار جزائري خاصة بوسط البلاد  ، و بقدرة سحب تقدر ب 4500 نسخة / الساعة و صدر اول عدد ليوميتي الخبر و الوطن تاريخ 16 جوان 2001 ، و  في عام 2007 ، انشأت الشركة فرعا لها بالشرق و هي Société d’Impression de Constantine (SIMPREC)  بقسنطينة حيث صدر اول عدد للوطن بتاريخ 17 اكتوبر 2007 كما وصل سحبها إلى 200.000 نسخة عام 2010.  كما قامت كل من يوميتي الوطن و الخبر في إطار سلسلة استثماراتهما في مجال الطبع ، بإنشاء  مطبعة لهما بالغرب في عام 2008 تدعى Entreprise d’Impression d’Oran (ENIMPOR ) بوهران بقدرة سحب 70.000 نسخة في الساعة .   
    و بتاريخ 1 نوفمبر  2011 قامت كل من يوميتي الخبر و الوطن ، بتحويل آلة طبع من مطبعة العاشور إلى ورقلة ، و هاتين اليوميتين اكتساح الجنوب لتمكين سكانها من  قراءتهما وعلينا الإشارة،إلى نقطة مهمة تتعلق بعدم طبع يوميتي الوطن و الخبر في مطابع الدولة بالجنوب.
    و على صعيد آخر كما تقوم الشركة الجزائرية للتوزيع و طباعة الصحافة على مستوى مطبعة العاشور ، بطبع عدد من اليوميات كالوطن ، الخبر ، liberté ، اليوم و الخبر الرياضي ، الحياة العربية مؤخرا ،  أما الاسبوعيات، فتتمثل في كل من اسبوعية الفريق ، le journal la centrale des annonces  و البطولة كذلك ملاحق الوطن الاقتصادية و el watan weekend.
    و يبلغ حجم سحب الشركة ما بين 400 إلى 500 الف نسخة يومية كما يتم شراء الورق من عند ممولين اجانب من اوربا و كندا ،  في حين تبلغ تكلفة الجريدة الواحدة المتكونة من 24 صفحة ب 4 صفحات ملونة ب 6.68 دج بدون احتساب الرسوم ، كما تبلغ التكلفة الاجمالية للجريدة الواحدة ما بين 11 و 12 دج لذلك وحده الإشهار يمكنه تغطية التكلفة .
   عموما ، تعتبر مطبعة الوطن و الخبر المثال الوحيد على الساحة الإعلامية الذي يمثل النموذج المتداخل لصناعة الصحف بداية من الطبع إلى التوزيع ، كما توجد يوميات أخرى لديها استقلالية في الطبع على غرار يومية le quotidien d’Oran بوهران و مطبعة  l’authentique  بدالي براهيم لمجموعة انفوماد لكن بإمكانيات صغيرة مقارنة بشركة الوطن و الخبر لطباعة و توزيع الصحافة.
·        حجم سوق الطبع ( السحب ) في الجزائر :
   و فيما يتعلق بحجم السحب بحسب مختلف العناوين الصحفية فقد أحصت الوصاية عدد الصحف طيلة العام 2009 و الذي شهد صدورا مستمرا ل 80 يومية بسحب إجمالي يومي يقدر ب2715979 نسخة ، و قد بلغت عدد النسخ المتاحة لكل 1000 مواطن جزائري 78 نسخة ، حيث ارتفع هذا الرقم بشكل ملفت مقارنة بفترة فتح المجال التعددي العام 1990 حيث لم يكن يتجاوز السحب اليومي للصحف الصادرة سوى 650000 نسخة ب 26 نسخة لكل 1000 مواطن جزائري ، بينما عدد الاسبوعيات و التي قدرتها الوصاية ب 78 أسبوعية عام 2009  فقد بلغ سحبها الإجمالي 1490644نسخة أسبوعيا.
    كما سجلت الصحف الوطنية إلى 15 فيفري 2010 تطورا في عدد السحب ، حيث بلغ متوسط السحب اليومي للصحافة الوطنية حسب الصدور و اللغة 3 ملايين و 471.384 نسخة ، منها 3 ملايين و 32.393 نسخة سحب للصحف اليومية لوحدها ، تليها الأسبوعيات ب 416.906 نسخة .
ت‌-             سوق توزيع الصحف بالجزائر :
عرف سوق التوزيع في الجزائر تطورا بين فترة الأحادية الإعلامية أين كانت شركات التوزيع التابعة للدولة هي المحتكرة لهذه السوق و تتكفل بتوزيع عناوين الصحف الوطنية و الأجنبية ، و فترة التعددية الإعلامية أين فتح هذا المجال لظهور المؤسسات الخاصة التي تولت توزيع الإعلام المكتوب إلى جانب المؤسسات العمومية ، و ذلك  بمقتضى المادة53  من قانون الاعلام 1990 .
    و عليه لجأت الصحف الخاصة إلى الموزعين الخواص الذين دخلت بدورها في مشاكل تمثلت خاصة في صعوبة حصول الصحف الخاصة على مستحقاتها لدى هؤلاء  الموزعين و انتشار ظاهرة البيع بالكيلوغرام و السرقة و الغش و الاحتيال مثل وضع جريدة قبل أخرى على مستوى الأكشاك و هذا بتواطئ مع الناشرين و مؤسسات التوزيع  و راجعة إلى غياب قوانين صارمة تحدد وتنظم المهنة ، أضف إلى ذلك غياب الثقافة المهنية لدى الموزعين الخواص ، الذين يسعون بكل الطرق للربح السريع و لو على حساب المؤسسات الصحفية و حق المواطن في الإعلام ، كل هذه المشاكل عادت على الصحافة الخاصة بالسلب .
     و كحل أخير لجأت الصحف الخاصة إلى طريقة أخرى و هي الاعتماد على نفسها في عملية التوزيع و هذا حسب قدراتها المالية و البشرية المتاحة ، باعتبار أن هذه العملية توفر لهم مصادر مالية جديدة من خلال التوزيع للغير و كذا تحريرهم من الضغوطات السياسية للسلطة العمومية التي كانت تفرضها السلطة على الصحافة الخاصة باستخدام ورقة الديون المستحقة عليهم.
      و من بين مؤسسات التوزيع التابعة للصحف الخاصة نذكر على سبيل المثال لا الحصر  :
1-                مصلحة الخبر للتوزیع "KDP"  التي أنشأتها مع جريدة الوطن تعمل على توزيع الخبر و الوطن و ملاحقها بالشرق الجزائري ، إضافة إلى عناوين أخرى مثل صوت الأحرار ، الجمهورية  ، l'horizon-le jeune indépendant-la tribune  .
2-                مؤسسة الجزائر لتوزیع الصحافة  "ALDP التي أنشأت  من طرف  جريدتي الخبر و الوطن لضمان توزيع الجريدتين بوسط البلاد في 16 ديسمبر 1996 ، تضم المؤسسة أسطول من السيارات لضمان إيصال الإعلام المكتوب إلى نقاط البيع.
3-                مصلحة الشروق للتوزیع : أنشئت جريدة الشروق مؤسسة خاصة من أجل توزيع الجريدة بوسط البلاد  ،حيث تتعامل المؤسسة مع موزعين ثانويين وفق اتفاق تقاعدي. و بدأت المؤسسة فعليا في عملية التوزيع بداية من 22 أفريل 2006 .
كما أنشئت صحف آفاق ، الفجر، liberté،la tribune ، مصالحها الخاصة للتوزيع لتأخذ على عاتقها توزيع صحفها ولكن في نطاق ضيق و دائما بوسط البلد أما في الغرب و الشرق الجزائري ، فلا تزال المؤسسات الخاصة تتحكم في عملية التوزيع.
·         أشكال التوزيع المعمول بها في الجزائر :
يعتمد في عملية إيصال الإعلام المكتوب إلى القارئ بالجزائر على طريقتين أساسيتين ، هما طريقة البيع بالاشتراك عن طريق البريد و المقتصرة على بعض المؤسسات الاقتصادية دون المواطنين و البيع بالعدد عن طريق نقاط البيع الثابتة و المتنقلة ، علما أن الجزائر العاصمة تحتل على أكبر نقاط بيع على المستوى الوطني ب 6908 نقطة بيع تليها وهران ب 545 نقطة بيع  و أخيرا   قسنطينة ب 527 نقطة مقابل 3 نقاط بيع بالوادي و 2 بتندوف حسب إحصائيات وزراة الاتصال لعام 2008  .
·        شبكات توزيع الصحف الجزائرية :
تنقسم شبكة التوزيع الصحفي عبر التراب الوطني إلى ثلاثة مناطق جغرافية من الشمال إلى الجنوب :
أ‌-                   منطقة الوسط: تضم هذه المنطقة سبعة عشر " 17 " ولاية ، حيث تمتد الشبكة من بجاية شرقا إلى الشلف غربا ، و من تمنراست جنوبا إلى الجزائر العاصمة شمالا ، و هذه الولايات هي : الأغواط، الشلف، بجاية، البليدة، المدية، البويرة، تمنراست ، الجزائر العاصمة، الجلفة، تيزي وزو، ورقلة، إليزي، بومرداس، تسمسيلت تيبازة ،عين الدفلة، غرداية.
ب‌-             منطقة الشرق: تضم هذه المنطقة كسابقتها سبعة عشر ولاية حيث تمتد من الحدود التونسية و جيجل شمالا إلى الوادي جنوبا ، وتضم الولايات التالية أم البواقي باتنة ، بسكرة ، تبسة، جيجل، سطيف، سكيكدة، عنابة قالمة، قسنطينة، برج بوعريريج، الوادي ، خنشلة، سوق أهراس، ميلة، الطارف.
ت‌-             منطقة الغرب: تضم هذه المنطقة أربعة عشر " 14 "ولاية ، و تمتد شبكتها من الحدود المغربية غربا ، إلى مستغانم شرقا و أدرار جنوبا ، و تضم الولايات التالية أدرار ، بشار، تلمسان، تيارت، سعيدة، سيدي بلعباس ، مستغانم ، معسكر، وهران البيض، تندوف، النعامة، عين تمونشت ، غليزان.
·        صعوبات التوزيع في الجزائر :
يمكن تلخيص مشاكل التوزيع بالنسبة ليوميات الخاصة فيمايلي :
-        صعوبة تحصيل اليوميات لعائداتها من التوزيع .
-        نفقات أكبر في توزيع الصحف في ظل خسارة الناشر خاصة بالنسبة للخطوط المباشرة .
-        الاختلال في هامش الربح بين الناشر الذي ينفق من 7 إلى 8 دنانير تقريبا للطبع حسب عدد الصفحات الملونة 1.50 دج لموزع.
-        قلة الموزعين بمنطقة الجنوب بسبب مشاكل التوزيع كشساعة المساحة الصحراوية و نقص وسائل النقل.
-        يتطلب نشاط توزيع الصحف البيع غير القطعي ، يعني أنه هناك مسترجعات و بالتالي الصحف غير المباعة ترد إلى المؤسسة الصحفية ، مما يتطلب وجود مخازن فرعية بمناطق التوزيع المختلفة.
-        مشكلة المفاضلة بين الاستمرار في التوزيع عن طريق فتح مكاتب فرعية تابعة للمؤسسة الصحفية في بعض المناطق التوزيعية ، حيث تتوقف إمكانية تحقيق هذه المفاضلة على الدراسة الكاملة لظروف التوزيع في كل منطقة من ناحية ، و توافر  البيانات عن التكاليف و هامش الربحية من ناحية أخرى .
3-              تكاليف الانتاج الصناعي للصحافة المكتوبة الجزائرية :
أ‌-     تكاليف الطبع : شكل سعر طبع الصحف خلافا بين أصحاب المطابع و الناشرين ، فأصحاب المطابع يقولون أنه لابد من تطبيق قواعد السوق ، بحث يجب أن تباع الصحيفة بنفس قيمة فنجان قهوة ، أما الناشرون فيجيبون " بنعم لكن الصحيفة وسيلة للتعبير ، و هو منتوج فكري أكثر مما هو تجاري ."
و عليه فقد عرف سعر طبع الصحف ارتفاعا بين فترة لأخرى ، حيث ابتداء من شهر ماي 1991 قررت المطبعة الزيادة في سعر طبع الصحف ، و في سبتمبر من نفس السنة ( 1991) طبقت السعر الجديد للطبع الذي أصبح 2.5 دج للنسخة التي تحمل 24 صفحة عوضا عن 1.2 دج ، و عليه سعر الصحيفة قفز من 2.5 دج إلى 4 دج .
       و قد بقي سعر الطبع هكذا إلى غاية 1994 ، أين فكرت مطبعة العاصمة في جوان 1994 بزيادة سعر الطبع مرة أخرى ، و ذلك نظرا لأن السعر القديم لم يعد يغطي نفقات الطبع بسبب انخفاض قيمة الدينار و تضاعف سعر الورق ما بين 1994 -1995 . و هكذا ارتفع سعر طبع الصحيفة في 21 جانفي 1995 إلى 3.6 دج بدل من 2.5 دج ، كما وصل سعر بيع الصحيفة 7 دج بدل من 4 دج .
      و في 17 جوان 1995 ارتفع سعر بيع الصحف إلى 10 دج بعدما كان 7 دج ، حيث تخصص 6 دج للمطبعة و 2 دج للناشر و 2 دج للموزع ، و رغم هذه الزيادة في سعر بيع الصحف إلا أن المطبعة لم تصل بعد إلى استرجاع تكلفة الانتاج التي هي 6.25 دج لطبع نسخة واحدة ، و يجب اضافة إلى هذه القيمة كل التكاليف الأخرى المتمثلة في تكلفة الخدمات المطبعية التي تستفيد منها الصحف ( press-fax ,photogravure) ، فكان على الدولة دفع الفرق الموجود بين التكلفة الحقيقية للطبع و سعر الطبع المفروض على الصحف.
      و بعد اعلان الدولة عن توقفها في دعم سعر الطبع في 1 جانفي 1996 ،أصبح سعر الطبع 6.07 دج ( دون احتساب الرسوم المفروضة على القيمة المضافة ) و هو السعر الذي يطبق على سحب متوسط أي ما بين 10 ألف و 30 ألف نسخة يوميا .
    و تعاني مطابع الدولة من تراكم ديون الناشرين لديها في ظل احتفاظ الدولة بنفس سعر الطبع المتفق عليه منذ اتفاقية 1997 مع الناشرين و هو  5.60 دج خارج الرسوم ل 24 صفحة .
    في حين يبلغ سعره ب 4 صفحات ملونة ب 6.68 دج دون احتساب الرسوم على مستوى مطبعة  ALDP، و علينا الإشارة إلى أن الشركة الجزائرية لطباعة و توزيع الصحافة ليست لديها ديون   ALDPعلى الناشرين لأن دفع مستحقات الطبع يتم مسبقا.
     كما يتمثل المشكل المحوري في الطبع منذ الانفتاح الإعلامي في ارتفاع سعر الورق في الأسواق الدولية – كما سبق الذكر - ،  و حسب مسؤول مطبعة الوسط ، عبد القادر مشاط يمثل الورق وحده مابين 75 الى 80  % من تكلفة الطبع ، و في هذا الموضوع ، تحدد العوامل التالية سعر الورق : اسعار البترول و اسعار العملة الصعبة .
   الجدير بالذكر أن استراد الورق يتم من قبل الجزائرية للورق (  ALPAP ) لدى العديد من المصدرين و من أهم الممولين الاوروبين للورق : فرنسا 9.2 مليون يورو ، اسبانيا  7 ملايين يورو ، السويد  2.75 مليون اورو ، فيلندا 2.3 مليون يورو ، ألمانيا 1.8 مليون أورو ، بلجيكا 1.45 مليون أورو ، سلوفينيا 171340 أورو ، قبرص 7520 أورو . يذكر أن لطبع نسخة واحدة من الصحيفة ذات 24 صفحة يستلزم 74 غرام من الورق .
    استوردت الجزائر من أوروبا 61.760  طن من الورق بمبلغ 24.7  مليون يورو عام 2010  بارتفاع يقدر ب 20000 طن مقارنة بعام 2009 ، (40550 )  طن بمبلغ  17.5 مليون يورو (
    و علينا الإشارة ، إلى أن الطبع تحت 8000 نسخة يعد خسارة كبيرة بالنسبة لمطبعة لكن حفاظا على الخدمة العمومية يتم تعويض الخسارة بطبع العناوين ذات السحب المرتفع كالشروق اليومي ، النهار و الهداف الرياضي.
  و تقوم القاعدة المطبقة في الطبع بتعويض الخسارة بالسحب الكبير ذلك لأن تكلفة طبع 100.000   أو 1000 نسخة هي نفسها و بالتالي ، فسعر الصحيفة الواحدة هو 6000 دج سواء كان السحب كبيرا أو ضعيفا حسب المعطيات لعام 2000  ،كما يستهلك طبع 24 صفحة من 12 الى 14صفيحة بتكلفة تقدر بحوالي 80.000 دج مهما يكن حجم السحب .
    نجد ان تكاليف الطباعة لدى مؤسسة الطباعة الجزائر "سمبرال العمومية (SIMPRAL) "  و التابعة لوزارة الاتصال لعام 2011 ، تقوم باحتساب تكاليف دائرة الطباعة وفق الأسعار التالية :
16 صفحة (أبيض و أسود ) :  3,73 دينار/ خ.ر
24  صفحة (أبيض و أسود ):  5,60  دينار/خ.ر
32 صفحة (أبيض و أسود ) :   7,46 دينار/خ.ر
عن كل صفحة ملونة: 0,25 دينار (مع العلم أن الصفحات الملونة تقدم بشكل زوجي) .
حقوق تقنية الطباعة (PHOTOGRAVURE) لجريدة بمقياس طابلويد (TABLOID) 6.25 دينار عن كل صفحة من كل عدد  ×) 24 ) مع الأخذ بأن معدل صدور الجرائد 26 عدد في الشهر .
·        مشكل الطبع في الجزائر :
      تعتبر مشكلة الطبع من أهم المشاكل التي كانت تواجهها الصحافة و ما تزال منذ التعددية الإعلامية و يمكن حصر المشاكل المرتبطة بالطبع في النقاط التالية :
1-   مشكلة ديون الصحف لدى المطابع و عجز المؤسسات الصحفية اليوم باستثناء يوميتي الخبر و الوطن على طبع جرائدها بنفسها في ظل الاكتظاظ الذي تشهده مطابع الدولة بسبب كثرة اليوميات .
2-    غياب القوانين التي تنظم العلاقة بين:  الناشر ، المطبعة و التوزيع و أيضا غياب تعاونية لناشري الصحف الخاصة مثلما هو الحال في المغرب مثلا.
3-   عجز الصحافة  المستقلة  منذ ظهورها على المشهد الإعلامي عن تغطية تكاليف الطبع على الرغم من الدعم الذي قدمته لها الدولة في بداية مشاريعها الصحفية ، بحيث تمثلت  في 0,81 دينار للنسخة الواحدة ،  لكن أدت تبعية عملية طباعة الصحف بالجزائر بتغيرات  المستمرة في أسعار المواد الأولية من ورق على وجه الخصوص في الأسواق الدولية إلى ارتفاع تكاليف طبع الجرائد حيث انتقلت من 1,20 إلى 6 دنانير مابين جانفي 1991 إلى جويلية   1995 و هو ما أدى إلى ارتفاع أسعار بيع الجرائد من 2,50 إلى 10 دنانير عام  1995 ،  ثم إلى ارتفاع أسعار الصحف الجزائرية عام 2012 إلى 1.5 دج مثل  يومية الوطن ، ليبرتي و لوكوتيديان دوران ، الشروق ، النهار ...الخ ، مع احتفاظ البقية الأخرى من اليوميات كالمساء مثلا على سعر 10 دنانير إلى غاية الآن حفاظا على مقروئيتها  .  
4-   إن ورق الصحافة لا يصنع في الجزائر ، بل يستورد من الخارج ، ونتيجة لذلك ، فإن الصحف تتحمٌل مخاوف تجعلها تتخبّط في مشاكل مالية ، بسبب التغيرات المفاجئة بسوق الورق في الساحة الدولية ، و هو ما يخلق صراعات مع المطابع ، و يمكن تلخيص هذه المخاوف في استيراد وتوزيع الورق من جهة ، و المصاريف المكلفة للورق من جهة ثانية ، و تستورد الجزائر هذه المادة الحيوية من السويد ، على غرار الدول الأوربية الأخرى .
5-   ارتفاع تكاليف الطبع ، مسألة الديون في ظل عجز تلك الصحف عن تغطية تكاليف الطبع بمداخيل الإشهار التي تحتكرها خمسة يوميات .
6-    اكتظاظ مطابع الدولة بأعداد هائلة من اليوميات و تأثير ذلك على نوعية الخدمة المقدمة لناشر و القارئ أيضا ، فمثلا انسحبت يومية ليبرتي من طبع نسخها في مطبعة الوسط عام 2008 بعدما سجلت تأخر صدور طبعاتها ، و هي حاليا تطبع في مطبعة "  ALDP " التابعة لجريدتي الخبر و الوطن . 
ب‌- تكاليف التوزيع :
و هي عملية تسويق المنتوج و عموما تلتقي دائما مصلحة الموزع مع الناشر و ذلك حفاظا على التوزيع الواسع ، و ضمان أرباح محددة ، و تقدر حاليا توزيع النسخة بمتوسط02  دينار ، كما تخضع للزيادة و النقصان حسب قصر و طول المسافة و كمية نقاط البيع المتوافرة في شبكة التوزيع.
    و لتتحكم المؤسسات الصحفية في تكاليف توزيع صحفها عليها بدراسة جدوى لهذه التكاليف ، حيث تمكن خذا الدراسة القائمين على مؤسساتهم بإمكانية الحصول على بيانات لازمة لاتخاذ القرارات الإدارية الملائمة في هذا الشأن وعلى أساس علمي سليم لا اعتباطيا.
4-              مصادر تمويل الصحافة المكتوبة بالجزائر :
1-              إيرادات التوزيع من سوق القراء ( المبيعات ):  تشكل مداخيل المبيعات للصحف الجزائرية نسبة قليلة من مداخيلها المالية ، خاصة إذا ما قارناها بمداخيل الاشهار ، و يرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الطبع و سوء الخدمة المطبعية ،كما يبقى عدد مبيعات الصحف سرا تحتفظ به كل صحيفة لنفسها ، حيث لا يمكن تحديد النسخ المباعة من طرف الصحف بالضبط و ذلك يعود لسببين :
-        إخفاء كمية المرتجعات من طرف الصحف التي تبقى طابوها ، باعتبار أن نسبة المرتجعات يمكن أن تصل إلى 50 % ، و في بعض الأحيان أكثر بالنسبة لبعض الصحف ، و هذا رغم تخفيض عدد السحب . علما أن مصير المرتجعات هو بيعها للتجار أو لمصانع الورق بسعر 2 إلى 3 دج للكلغ الواحد ، أو يتم رميها في النفايات .
2-              إيرادات الإشهار من سوق المعلنين : يعد الاشهار المصدر الرئيسي لعائدات الصحف الجزائرية ، حيث يعود الفضل في استمرارها في السوق الاعلامية إلى اعتمادها على الاشهار كممول رئيسي لها ، إذ أنها تخصص مساحات معتبرة في صفحاتها للإشهار و الاعلانات الصغيرة ( 3 صفحات أو أكثر من الاشهار ) ، على حساب حق المواطن في الإعلام ، و من المفروض أن لا يتجاوز الاشهار 30 % من مساحتها. ( ثلث العدد الإجمالي لصفحات الجريدة )  و عليه فالقاعدة العامة تتمثل في أنه " لا توجد أية مادة إعلامية يمكن أن تحضى بالأولوية أمام الإشهار ."
و فيما يلي احصائيات تبين الزيادة المستمرة  للمداخيل الاشهارية في الصحف الجزائرية من سنة إلى أخرى :
-        في سنة 1994 كانت المداخيل الاشهارية للصحف 350 مليون دج
-        في سنة 1995 قفزت الى 680 مليون دج
-        1996 بلغت 713 مليون دج
-        1997 854 مليون دج
-        1998 بلغت مليار و 275 مليون دج
-        1999 بلغت 18.7 مليون أورو.
أما فيما يخص مداخيل الصحف الخاصة من الاشهار التي تبقى إلى غاية اليوم غامضة ، قام مكتب الدراسات و الاستشارات سيقما عام 2006 ، بترتيب الصحف نظريا على الشكل التالي :
-        الوطن ب 618 مليون دينار جزائري
-        الخبر ب 476 مليون دينار جزائري.
-        لبيرتي ب 391 مليون دينار جزائري
لكن في عام 2007 ، عرفت مداخيل الخبر من الاشهار ارتفاعا ملحوظا و هذا ما توضحه لنا الارقام التالية :
-        الخبر 607 مليون دينار
-        الوطن 590 مليون دينار.
-        لبيرتي 433 مليون دينار
الجدير بالذكر أن توزيع الإشهار يتم على الصحف من قبل الوكالة الوطنية للإشهار و الوكالات الاشهار الخاصة التي بلغت عام 2010 حوالي 2500 وكالة منها الوطنية و الأجنبية ، لكن  الملفت للانتباه هو غياب اطار قانوني منظم للإشهار و توزيعه على وسائل الاعلام في ظل سيطرة الوكالة الوطنية لنشر و اشهار على الاشهار العمومي الذي يمثل حوالي 50  % من مجموع سوق الاشهار في الجزائر .
·        أهم المعلنين في الصحف الجزائرية :
    احتل قطاع الاتصالات قبل عام 2010 ، المرتبة الاولى كأول معلن في الصحافة المكتوبة بحيث تمثل كل من اوراسكوم ، الوطنية و موبيليس 30  %  من سوق الاشهار ، تليها  السيارات ، المواد الغدائية ، المالية و البنوك. و حسب تحقيق اجراه مكتب الدراسات و الإستشارات التونسي سيقما عام 2007 ، فإن أهم المستثمرين في سوق الاشهار بالجزائر هم  :
- اوراسكوم الجزائر ( جيزي) ب20.3  مليون يورو
- الوطنية ( نجمة)  5 ملايين يورو
- موبيليس 7.6 مليون يورو
- هونداي موتورز 4.4 مليون يور
     لكن ، بداية من عام 2010 ، تراجعت حصة استثمارات متعاملي الهاتف النقال في الإشهار لصالح وكالاء السيارات بعد تراجع جيزي و حدوث انفجار في سوق السيارات بوتيرة لم يشهدها المناخ  التجاري من قبل، بحيث  بيعت اكثر من 210000 سيارة عام 2011 ، و في هذا الموضوع  احتلت العلامات الفرنسية المراتب الاولى خاصة رونو من حيث التسويق.
   و علينا الإشارة ،  إلى ان سوق الاشهار الخاص بالسيارات يعرف أعلى مستوياته في المناسبات الخاصة كالصالونات الدولية و هو ما يعد فرصة لليوميات الخاصة من أجل الحصول على موارد مالية بحيث يصل عدد صفحاتها الإشهارية الخاصة بالسيارات في يومية الوطن الى 12 صفحة ، كما  اصدرت هذه اليومية في ظل تزايد سوق السيارات في الجزائر ملحق اسبوعي خاص بالسيارات. و في هذا الموضوع ، أنشأ عام 2012 ، نادي للصحفي السيارات متكون من 19 صحفيا مختصا في عالم السيارات الهدف منه متابعة أهم المستجدات عالم السيارات و نشر تصنيفات دورية لأكثر السيارات مبيعا ، بإضافة الى اختيار سيارة السنة ،  عموما ، تعتبر العلامات التالية:  رونو ، بيجو، فولسفاكن ، سيتروان ، فورد و شوفرولي من أكثرها استثمارا في الإشهار في الصحافة الخاصة .
3-              مساعدات الدولة : يمكن تقسيم مساعدات الدولة إلى الصحف إلى نوعين أساسيين هما : المساعدات المباشرة و غير المباشرة .
أ‌-      المساعدات العمومية المباشرة : و هي تخص أساسا التدعيمات المالية المقدمة لإنشاء مؤسسات صحفية جديدة أو التخفيف ماليا على المؤسسات الصحفية الموجودة سابقا ، و إن هذا النوع من المساعدات تقدم بصفة متفاوتة على الصحف ، و ذلك اعتمادا على معايير معينة كالحالة المالية للمؤسسة الصحفية ، و من بين هذه التدعيمات التي تقدمها الدولة نجد :
·        تدعيم أسعار المواد الأولية
·        تقديم مساعدات من أجل توزيع الصحف المحلية في الخارج
·        تقديم مساعدات مالية للصحف ذات الدخل الضعيف للإشهار.
ب‌- المساعدات العمومية غير المباشرة : تتمثل أساسا هذه المساعدات في :
·        تخفيض الضرائب عند شراء التجهيزات المطبعية .
·        تخفيضات في فواتير الاتصالات الهاتفية و الفاكسية.
·        ضمان أسعار بريدية معقولة بالنسبة لبيع الصحف بالاشتراك.
·        التخفيض من مصاريف النقل للصحف على المستوى الوطني و الدولي.
·        التخفيض من كل أنواع الرسوم الجبائية و الجمركية مثل الرسم على القيمة المضافة ( TVA ) .


مراجع المحاضرة الثالثة :

1-   عبد الجواد سعيد محمد ربيع ، إدارة المؤسسات الصحفية ( دراسة في الواقع و المستحدثات) ، ط1، القاهرة ، دار الفجر للنشر و التوزيع ، 2004.
2-   نور الدين تواتي ، الصحافة المكتوبة و السمعية البصرية في الجزائر ، ط 2 ، الجزائر ، دار الخلدونية ، 2009.
3-   مصطفى سحاري ، إشكالية التوزيع في الجزائر ( الصحافة الخاصة نموذجا 1990 -2006 ) ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تسيير المؤسسات الاعلامية ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ، 2006-2007 .
4-   وهيبة بلحاجي ، الصحافة الخاصة و الشروط القانونية و الاقتصادية لحريتها بعد 1999 ( دراسة مسحية لعينة من الصحفيين الجزائريين ) ، مذكرة لنيل شهادة دكتوراه علوم ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ، 2013-2014 .
5-   فريدة معتوق ، حرية الصحافة المكتوبة الجزائرية في ظل قوانين السوق الجديدة خلال مرحلة التعددية ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ، 2011-2012 .
6-   فاطمة الزهراء أقلمين ، إدارة مؤسسات الصحافة المكتوبة في الجزائر ( دراسة مسحية لعينة من الجرائد الوطنية إلى غاية ماي/جوان 2012 ) ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تسيير المؤسسات الاعلامية ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ، 2011-2012.
7-   محمد شيحات ، العلاقة بين التمويل الإشهاري و الأداء الصحفي في الصحف اليومية الجزائرية ( دراسة تحليلية استطلاعية على عينة من الصحف اليومية الوطنية : الخبر ، الشروق و الوطن ) ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تسيير المؤسسات الاعلامية ، قسم علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ،21010-2011 .
8-   مليكة جورديخ ، تكنولوجيات طباعة الصحف في الجزائر : للجزائرية للطبع وتوزيع الصحافة نموذجا ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تسيير المؤسسات الاعلامية ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ،2008 .
9-   مصطفى سحاري ، إشكالية التوزيع في الجزائر ( الصحافة الخاصة نموذجا 1990 -2006 ) ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تسيير المؤسسات الاعلامية ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ، 2006-2007 .
10-                      رابح بلقاسمي ، الاشهار و التوازن المالي للصحف الوطنية في الجزائر ( دراسة مقارنة ليوميتي الشعب و صوت الأحرار ) ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تسيير المؤسسات الاعلامية ، كلية علوم الاعلام و الاتصال ، جامعة الجزائر 03 ،2006-2007  .









هناك 5 تعليقات:

  1. كيف يمكن تفادي الافلاس لشركة توزيع الصحافة مع مراعات انخفاض نسبة القراء.

    ردحذف
  2. تلجأ إلى كبار رؤوس الأموال لي حاكمين الافتصاد و الأموال و تعمل على نشر أفكارهم
    فهذوا يمولوها بالبيليونات و الملايير و ما عادت تفلس الى يوم الدين

    ردحذف
  3. ما هو دور السيادة الفرنسية في نشر الاخبار اليومية عبر القنوات السمعي البصري ؟

    ردحذف
  4. من فضلكم ما معنى مصادر التمويل التالية:
    التوزيع و الاشتراكات
    الاعلانات
    الطباعة التجارية و عمليات النسر
    العمليات الخاصة بتشغيل بعض اجهزة الصحيفة العصرية للحساب الآخرين
    بيع المرتجعات من نسخ الصحيفة و بيع مخلفات العمليات الطباعية

    ردحذف